"اقتصاد" يتجول في حمص المدينة.. ويتعرف على الإيجارات والحالة الأمنية والمعيشية


 بعد التهجير الممنهج لأغلب أهالي مدينة حمص من أحيائها الثاثرة، يلاحظ اليوم كثافة سكانية وحركة أسواق تجارية نشطت في حارات عدة في حمص كحارات (الدبلان، الغوطة، الحمرا، طريق الشام، المواصلات، عكرمة، الزهرة، النزهة، العباسية، كرم الشامي، الشماس، المخيم..).

 وتشهد حمص اليوم في هذه الحارات حركة تجارية كبيرة للبيع والشراء حيث تم افتتاح الكثير من المحلات التجارية واكتظت هذه المحال بالبضائع المختلفة واحتوت كل ما يلزم، وامتازت بحركة بيع ممتازة.

 محلات وأجور مرتفعة

 نتيجة للإقبال على افتتاح المحلات والاحتشاد السكاني في الأحياء التي كانت تحت سيطرة النظام خلال الثورة في حمص، ارتفعت أجور المحلات لتتراوح بين (25-60) ألف ليرة سورية، تبعاً للموقع وحركة البيع، وعند سؤالنا أحد التجار كم تدفع أجار محل شهرياً، أجاب (40) ألف ليرة سورية، وتابعنا فسألناه "وعم توفي معك؟"، أجاب: "إييه، منطلع الأجار بيومين".

 ويرجع ذلك إلى أن حمص اليوم تعيش ازدحاماً سكانياً كبيراً نتيجة نزوح أعداد هائلة من أهالي المحافظات الأخرى إليها، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع إيجارات المنازل السكنية لتتراوح بين (15 - 60) ألف ليرة سورية.

ويلاحظ أيضاً أن بعض أصحاب المنازل يشترطون استلام مبلغ الأجرة عن سنة كاملة، على دفعتين، حيث يتراوح المبلغ بين (500 -600) ألف ليرة سورية سنوياً.

 اعتقالات ومصادرة محلات ومنازل

 بعد أن بسط النظام سيطرته الكاملة على مدينة حمص عانى ويعاني من تبقى من الأهالي عمليات الاعتقال أو سوق الشباب لتأدية خدمة العلم الإجبارية أو خدمة الاحتياط.

واتبع الشبيحة والأجهزة الأمنية أسلوب وضع اليد على منزل أو محل من يتخلف من أبناء حمص عن أداء الخدمة الإلزامية، أو من وُجّه لأحد أبنائه تهمة الإرهاب، حيث يتم التبليغ أولاً بتسليم الأبناء المطلوبين، أو أن يصادر المنزل أو المحل التجاري، حيث تم إسكان أعداد من العاملين لدى النظام في المنازل المصادرة، أما المحلات التجارية فقد تم تشميعها ورُسمت عليها أعلام النظام ومن ثم تم تسليمها لأعوان النظام وشبيحته.

ازدحام ومدارس لا تكفي

 نتيجة الازدحام السكاني الكبير اليوم في مدينة حمص تشهد المدارس كثافة طلابية خانقة، إذ تم تطبيق نظام الدوامين في غالبية المدارس (دوام صباحي، ودوام مسائي) ورغم ذلك مازالت الصفوف تعاني من كثافة طلابية حيث يتجاوز عدد طلاب الصف الواحد (40) طالباً.

طوابير الرواتب والخبز والمحروقات

 عند التجوال في شوارع مدينة حمص يلاحظ بشكل واضح الازدحام الكبير أمام مراكز الصرافات الآلية عند قبض الرواتب، حيث يتم القبض على النحو الآتي "رجل ثم امرأة ثم عسكري"، فيلاحظ الاصطفاف لحجز الدور منذ الساعة السابعة صباحاً، ومع هذا لا توضع المبالغ المادية في الصرافات حتى الساعة التاسعة صباحاً، وغالباً ما يحدث انقطاع للتيار الكهربائي وتتوقف عملية القبض للرواتب لعدة ساعات إلى أن يعود التيار الكهربائي ويعود الصراف إلى العمل ويضطر المنتظر متابعة الانتظار أثناء انقطاع التيار الكهربائي "حتى ما يروح عليهم الدور".

 وفي كثير من الحالات يفاجئ المحتشدون بأن المبالغ المادية الموضوعة في الصراف قد انتهت ولا يتم إعادة التعبئة، ويُغلق الصراف ويصبح خارج الخدمة.

وكثيراً ما يقف عمل الصراف نتيجة انقطاع شبكة الانترنت، ويضطر المواطنون المنتظرون منذ ساعات طويلة إلى الانصراف والعودة في اليوم التالي من أجل قبض الراتب، ليعيشوا نفس المعاناة من بدايتها.

 والاحتشاد الآخر اللافت للسكان بطوابير عند "كولبات" ومراكز بيع الخبز، إضافة لاحتشاد هائل للسيارات عند محطات توزيع البنزين.

 مساعدات ومعونات

 توقف توزيع "المعونة" في حمص المدينة لمدة ثلاثة أشهر، وانتشرت شائعات حينها بأنه ستستثنى حمص من المعونة لأنها باتت منطقة آمنة، ليعود اليوم توزيع كرتونة معونة على أهالي مدينة حمص والأهالي النازحين إليها.

 تحوي كرتونة المعونة على: "9 لتر زيت نباتي، 5 كيلو رز ، 5 كيلو سكر، 5 كيلو برغل، 5 كيلو عدس، 1 كيلو شاي، 2 كيلو حمص حب، 2 كيلو فاصولياء حب، 1 كيلو ملح، علبة رب البندورة".

مونة وارتفاع الأسعار

 يقوم اليوم سكان حمص والأهالي النازحون بإعداد المونة السنوية، فيتم إعداد "المونة" مثل "الملوخية والحنطة ودبس الرمان والزيت الأصلي والمكدوس"، والتي ارتفعت أسعارها ضعف السنة الماضية، حيث بلغت بعض الأسعار الآتي: كيلو "ملوخية يابسة" تراوح بين (2000 -2200) ليرة سورية، أما سعر كيلو "الحنطة (القمح)" فقد بلغ (300) ليرة سورية، وتراوح سعر كيلو "دبس الرمان" بين (3000-3300) ليرة سورية.

أما "المكدوس"، المونة الشعبية الأساسية، فقد بلغت أسعار موادها الآتي: بعد استقرار سعر "باذنجان المكدوس" لفترة على (130) ليرة سورية ارتفع منذ عدة أيام ليتراوح سعره بين (170 - 180) ليرة سورية، وتراوح سعر "الفليفلة الحمراء" بين (225- 250) ليرة سورية، وبلغ سعر كيلو "الجوز" (4000) ليرة سورية، وسعر كيلو "الزيت الأصلي" (1500) ليرة سورية، وسعر كيلو "الزيت النباتي" (850) ليرة سورية، ويعزى ارتفاع الأسعار إلى ازدياد عمليات التهريب إلى لبنان بعد عودة افتتاح معابر التهريب.

 والملاحظة الأهم في حمص المدينة، هي غياب وجوه غالبية سكانها الأصليين ليحل مكانها غرباء أو نازحون أو مستوطنون جدد.

ترك تعليق

التعليق