مغلقة حتى إشعار آخر.. "بوابة السلامة" أساس المشكة في إعزاز


 "صراع حتمي كان مؤجلاً"، بهذه العبارة وصف مصدر رسمي في المحكمة المركزية بمدينة أعزاز، الاشتباكات التي دارت مؤخراً بين الجبهة الشامية من جهة، وبين حركة أحرار الشام وجيش الشمال ولواء أحرار سوريا وحركة الصفوة الإسلامية من جهة أخرى، والتي خلفت عدداً من القتلى والجرحى –لم تعرف حصيلتها بعد- فيما بين الجانبين.

وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، "إن السيطرة على معبر السلامة الحدودي أساس المشكلة، وكل الذرائع التي تسوقها الفصائل للقتال فيما بينها في أعزاز، هي ذرائع وهمية، ولم تعد تنطلي على أحد"، مشيراً لـ"اقتصاد" إلى سحب "المحكمة المركزية" لعناصر الضابطة العدلية من حاجز الدوار الرئيسي المؤدي إلى مدينة عفرين، بعد اعتذارها أمس الأول عن تنفيذ الاتفاق الذي أبرم بين "الجبهة الشامية" و"حركة أحرار الشام"، قبل نحو ثلاثة أشهر من الآن.

 وفي التفاصيل، شهدت مدينة أعزاز منذ ساعات الصباح الأولى اشتباكات فيما بين الجانبين، بالأسلحة الخفيفة والثقيلة، وتصاعدت وتيرة الاشتباكات، مع اقترابها من "معبر السلامة الحدودي"، حتى أعلن "مجلس مارع العسكري" عن دخول عناصره إلى المدينة كطرف ثالث "فض نزاع"، لتهدأ الاشتباكات على الفور، بعد إعلان الأخير عن تسلمه لكل الحواجز في داخل المدينة وعلى أطرافها.

 "نصرة المظلوم"

 فجأة، وبدون سابق إنذار، أُعلن عن تشكيل غرفة عمليات "نصرة المظلوم"، التي حددت في بيان تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، كالنار في الهشيم، أهداف سلسلة عملياتها، بالقضاء على الخلايا التي تقوم بتزويد الميليشيات الانفصالية بالعتاد والمعلومات، وهم كل من أبو علي سجو "الأمني في معبر السلامة"، وأبو أمين "رئيس المكتب الأمني في الجبهة الشامية"، وحسام ياسين "قائد الشامية"، ومصطفى كورج "مدير مكتب العلاقات في الشامية".

إلا أن الجبهة الشامية وفور نشر البيان ردت ببيان قالت فيه، إن حركة أحرار الشام وبالتعاون مع بعض "الحاقدين"، استغلت تجهيز "الشامية" لمعركة مدينة الباب، وقامت بهجوم "غادر" على المقرات العسكرية للجبهة في مدينة أعزاز، مضيفة "إن بيان نصرة المظلوم، يذكرنا بمعركة "الثأر للعفيفات" عنوان معارك تنظيم الدولة في ريف حلب الشمالي".

 المتحدث الإعلامي باسم حركة أحرار الشام الإسلامية، أحمد قره علي، قال في تصريح مقتضب لـ"اقتصاد": "ليس من نهج الحركة الهجوم على فصائل شريكة في مقارعة النظام وأذنابه"، مشيراً إلى أن الأزمة في طريقها إلى الحل.

المعبر مغلق حتى إشعار آخر

ولتجنيب المدنيين الأذى، أغلقت السلطات التركية يوم الاثنين معبر "أونجو بينار" الحدودي مع سوريا بشكل مؤقت جراء اشتباكات على الجانب السوري.

وأفادت مصادر في ولاية كيلس جنوبي تركيا بقرار إغلاق المعبر أمام المدنيين والعربات بشكل مؤقت، ولفتت المصادر إلى أن المعبر المقابل لمعبر "باب السلامة" في اعزاز، سيفتح أمام الحالات الصحية العاجلة فقط بعد إجراء التدقيق اللازم.

 تقرير "يني شفق".. إنذار مبكر

 اعتبر مراقبون أن اتهام جريدة "يني شفق" التركية المقربة من حزب "العدالة والتنمية" قيادين بالجبهة الشامية، بالتورط في تسهيل وصول السلاح والدعم اللوجستي إلى مدينة عفرين، التي تسيطر عليها "الوحدات" الكردية، بمثابة الإعلان الرسمي عن فك ارتباط "أنقرة" مع الجبهة الشامية.

 لكن مصدر رفيع المستوى من داخل المعبر أكد لـ"اقتصاد" عبور "أبو علي سجو" إلى الجانب التركي ذهاباً وإياباً، في ظهيرة يوم الاثنين، بينما كانت الاشتباكات على أشدها في مدينة أعزاز.

وقال المصدر، "لو كانت تركيا عازمة على التخلص من "سجو" كما يشاع، لكانت اعتقلته وانتهى الأمر"، مضيفاً "هذه الاشتباكات دون إرادة أنقرة، وهي اشتباكات داخلية".

ترك تعليق

التعليق