شرق حلب.. 15 ألف شخص لا يزال ينتظر دوره في "باصات التهجير"، وسط غياب لأبسط مقومات الحياة


 يُعاني الأهالي في مدينة حلب المحاصرة من غياب كافة مقومات الحياة من مواد غذائية، ومياه للشرب، وكذلك آليات للتدفئة، إثر تشردهم في الشوارع منذ ما يقرب منذ 10 أيام على الأقل، في انتظار الباصات الخضر التي ستقلهم إلى الريف الغربي من المدينة، عقب الاتفاق الخاص بالمدينة والمسمى "اتفاق حلب".

 وبالرغم من سير حركة النقل بكثافة أكبر خلال اليومين الماضيين، لنقل الأهالي من المدينة إلى الريف، لكن لايزال أكثر من 15 ألف شخص داخل الأحياء المحاصرة ممن ينتظرون عملية نقلهم إلى مخيمات خاصة على الحدود السورية- التركية، يعيشون معاناة متفاقمة، يوماً تلو الآخر.

 عضو المجلس المحلي في المدينة، "مصعب الخلف"، الذي خرج اليوم من المدينة، يقول لـ"اقتصاد"، إنّ الأهالي يتجمهرون بالقرب من المعابر المخصصة لنقل النازحين، حيث أن النظام يعطي وعداً بالنقل على سبيل المثال الساعة 12 ظهراً، ويماطل فيه للساعة ذاتها من اليوم التالي، ما يضطر الأهالي للمجيء من الساعة الخامسة والانتظار، في وقت لم يستطع فيه عدد كبير من الناس العودة إلى بيوتهم بسبب بعد المسافة، وانقطاع المواصلات العامة في المدينة.

 ويُشير "الخلف" إلى أنّ عملية الإخلاء خلّفت فوضى عارمة في صفوف المدنيين، إذ تجمع البعض منهم في ساحة السكري، والبعض الآخر في العامرية، فيما تجمّع آخرون في نقطة الراموسة.

 ويلفت "الخلف" إلى أنّ تجربة احتجاز المهجرين بالأمس من قبل قوات النظام السوري، والميلشيات الموالية، كانت تجربة صعبة للغاية، كون الاحتجاز استمر لـ 12 ساعة، لم يسمح لهم فيها لا بالطعام ولا بالشرب، ولاحتّى بالخروج إلى بيت الخلاء.

 من جهته، يقول الناشط "عامر أبو محمد" من نقطة السكري لـ"اقتصاد" إنّ الظروف المعيشية للناس هنا صعبة للغاية، في ظل الانخفاض الشديد بدرجات الحرارة، وغياب أي مؤسسة قادرة على تقديم أي شيء للأهالي من طعام وشراب، حيث يضطر الآلاف للنوم في الشوارع، وفي المستودعات الخالية، بانتظار قدوم الحافلات لنقلهم.

 ويشير "أبو محمود" إلى اعتماد الأهالي على بضعة علب من التمور لسد رمقهم، وكذلك بعض المعلبات إن وجدت، وهي لا تسد رمق طفل صغير بلقيمات قليلة للغاية، منوهاً إلى عدم وجود أي مساعدات من قبل فرق الهلال الأحمر السوري للنازحين في المدينة.

بدورها، تتحدث السيدة "أم عمر" من نقطة الراموسة لـ"اقتصاد" قائلة: "أنتظر وصول الحافلات منذ 5 أيام، وقد تركت منزلي، بعد أن أخليته من كل شيء، لا يوجد شي نقتات عليه، ولا ماء، سوى بضع قوارير لا تكفي لشخص واحد، بالإضافة لإصابة أعداد كبيرة من الأطفال والنساء، وحتى الرجال بمرض "الكريب الحاد" بسبب تدني درجات الحرارة".

 ويُقدّر ناشطون ومراقبون من داخل الأحياء المحاصرة، أعداد المهجرين من منازلهم في المدينة، والذين لازالوا متواجدين داخل الأحياء الشرقية المحاصرة، بحوالي 15 ألف نسمة، من المتوقع أن تستمر عملية إجلائهم عن المدينة حتّى ساعات متأخرة من يوم الثلاثاء، إذا لم يحصل ما يعرقل الاتفاق الأخير بين قوات المعارضة، وروسيا وإيران.

 فيما ينتظر عدد كبير من مقاتلي الفصائل في المدينة دورهم في الخروج منها، ريثما يتم تأمين إخلاء آخر مدني منها-بحسب ما يؤكد قادة عسكريون من داخلها لـ"اقتصاد".

ترك تعليق

التعليق