مليون حلبي في المنطقة الساحلية يحزمون حقائبهم.. فهل يعودون..؟


 أفاد ناشطون أن أغلب الحلبيين الذين هربوا إلى المنطقة الساحلية مع تأزم الأوضاع في حلب قبل أكثر من سنتين، بدأوا بحزم حقائبهم بهدف العودة إلى بيوتهم حالما يوعز النظام لهم بذلك..

 وعبّر الكثير من الحلبيين الذين يقدر عددهم في المنطقة الساحلية بنحو مليون شخص، عن خشيتهم بأن لا يسمح لهم النظام بالعودة أو أن يكون ذلك مرهوناً بشروط صعبة قد تحتاج إلى سنة أو أكثر..

 فيما أشار آخرون إلى أنهم على الاستعداد للعودة إلى بيوتهم والسكن فيها حتى لو كانت مدمرة..

ويعاني الحلبيون الذين لجأوا إلى المنطقة الساحلية، من ظروف اقتصادية صعبة، بسبب استغلال أبناء المنطقة لهم ورفع أجور السكن إلى مستويات كبيرة تفوق طاقتهم الاقتصادية ولا تتناسب ومستوى الدخل في سوريا.

 وأشار "وليد" في تصريح خاص لـ "اقتصاد"، وهو يقطن في ريف جبلة، وهو من المهجرين من مساكن هنانو، أنه يسكن وأسرته منذ أكثر من سنتين بمنزل لا يصلح سكناً للحيوانات، أو أنه بالأساس كان مخصصاً لهذا الغرض، ومع ذلك يدفع أجاره في الشهر أكثر من 30 ألف ليرة سورية عدا عن تكاليف فواتير المياه والكهرباء.

 وأضاف وليد، أنه اضطر وجميع أفراد العائلة البالغ عددهم ستة أفراد، للعمل بأجور ضئيلة جداً، من أجل تغطية نفقات العيش في ذلك المنزل "الجربان"، بحسب وصفه.

 بدورها، أشارت أميرة، وهي من المهجرين من حي الكلاسة، أن أولادها الكبار هربوا إلى تركيا وهم من يقومون بتغطية نفقاتها المعيشية مع ثلاثة بنات، ورغم ذلك فإن صاحب المنزل الذي تسكن عنده في مدينة اللاذقية، عمد أكثر من مرة إلى رفع الأجرة بحجة أن الأسعار ارتفعت..

وعبّر وليد عن خشيته بأن يتم منعه وأسرته من العودة إلى بيته في مساكن هنانو، إذ أخبره بعض الجيران في المنطقة أن منزله لم يتعرض كثيراً للآذى ويمكن العيش فيه مع بعض الإصلاحات..

وعندما سألنا وليد عن توقعاته فيما إذا قرر الرجوع إلى بيته في حلب بشكل مباشر وما يخشاه بالضبط، أجاب بأنه لا يستطيع من تلقاء نفسه القيام بهذا الأمر دون أن يتم إعلام الناس هنا بأنهم يستطيعون العودة..

غير أن وليد لم يستطع أن يحدد من الذي يجب أن يعلمه بهذا الأمر.

 وتناقلت صفحات موالية للنظام، بأنه تم الطلب من أهالي حلب المهجرين بالاستعداد للعودة في أقرب فرصة ممكنة إلا أن أحداً لم يحدد كذلك من هي الجهات التي أصدرت هذه التصريحات، وتوقع ناشطون أن يكون ذلك دعاية رخيصة للرد على المعارضة التي اتهمت النظام أنه تقصد تهجير أهالي حلب من أجل إجراء تغيير ديموغرافي في المدينة.

ترك تعليق

التعليق