هل هو "تشييع لحلب" من مدخل السياحة؟


يبدو أن جملة المقترحات الإسعافية، التي طالب بها رئيس مجلس إدارة غرفة سياحة الشمال، طلال خضير، قبل أيام لدى حديثه لوسائل إعلام النظام، الهادفة إلى إنعاش القطاع السياحي في مدينة حلب، لم تجد أذاناً صاغية لدى النظام، ولذلك وبدلاً من أن ينتظر تنفيذ مقترحاته التي من أهمها تعديل المرسوم 65 الخاص بغرف السياحة، حتى يتسن له توسيع دائرة الانتساب لأعضاء جدد، أعلن خضير عن دورة تدريبية بهدف تعليم اللغة الفارسية والروسية، تماهياً مع زيادة الطلب على مثل هذه السياحة في المدينة.

وحسب الإعلان الذي اطلع عليه "اقتصاد"، فإن غرفة السياحة وبالتعاون مع معهد بيرويا للعلوم السياحية، سيمنح شهادة للأدلاء مصدقة من وزارة السياحة، تخول حاملها العمل بالدلالة السياحية.

ويكتسب الحديث عن الواقع السياحي للمدينة تعقيداً مضافاً، في خضم ما تعانيه حلب من دمار في بنيتها التحتية، وخصوصاً الأثرية منها في المدينة القديمة، ما يثير تساؤلات عدة حول الرسائل التي يحمله إعلان غرفة السياحة.

وبعيداً عن السياحة الروسية، التي تتطلب وجود مرافق سياحية يعرفها القاصي والداني، يرى أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة حلب سابقاً، رشيد شيخو، أن حديث مؤسسات النظام عن السياحة الإيرانية في مدينة حلب، يدلل على "نوايا مبطنة"، متحدثاً في هذا السياق عن حركة بيع عقارات كثيفة تشهدها بعض أحياء مدينة حلب، وخصوصاً في حي المشهد.

وقال شيخو، "لقد قام النظام بتكبيل البلاد باتفاقيات غير متكافئة، مع روسيا وإيران، قد يكون التملص منها مستقبلياً بحاجة إلى حروب وحروب"، معتبراً في تصريحات لـ"اقتصاد"، أن استعادة المناطق التي تم تأجيرها أو الانقلاب على ما جاء في الاتفاقات الاقتصادية "أمر مستحيل"، مبيناً "لقد ضمن الأسد للإيرانيين وجوداً قانونياً في المناطق والأماكن التي تصنف شيعياً على أنها أماكن مقدسة".

وفي حديث لـ"اقتصاد"، أبدت أستاذة الحضارة الإسلامية في جامعة حلب سابقاً، نرجس كدرو، استغرابها من حديث عن حركة سياحية في مدينة تعرض قسم كبير من معالمها السياحية والتاريخية إلى التدمير، كما هو الحال في مدينة حلب، مفسرة  دعوات مؤسسات النظام هذه على أنها  "طريقة لشرعنة التواجد الإيراني في المدينة، تحت مسمى الوفود السياحية".

وعن الأماكن والمزارات التي تعتبر مقدسة لدى الشيعة، أكدت كدرو، أنه باستثناء قبر "المحسن" ومزار "مسجد النقطة"، فلا وجود لأماكن أخرى، وقالت "حتى هذا لا يعتبر مكاناً شيعياً مقدساً، لأن المصادر التي بينت ذلك هي روايات فقط لم يتم التحقق من صحتها".

وتاريخياً يعود بناء مسجد النقطة، إلى سيف الدولة الحمداني، الذي تم تدميره ونهب محتوياته على يد المغول بعد احتلالهم المدينة، ليعاد ترميمه قبل أن يتعرض للدمار للمرة الثانية زمن العثمانيين، بعد أن تم تحويله لمستودع للذخيرة، وبقي على هذا الحال حتى العام 1960، حيث تبنت المرجعية الشيعية العالمية إعادة بناءه.

ترك تعليق

التعليق