في إدلب.. الزمن يتجاوز خدمة "الواي فاي" في كافيهات متواضعة


بالقرب من باب منزله، قام أبو عبدو بفتح محله الصغير بطول مترين وعرض متر واحد، واضعاً بداخله مقعدين أو ثلاثة.

إذا دخلت إلى دكانه رأيت الشباب يجلسون ويحملون هواتفهم النقالة مستفيدين من خدمة (واي فاي) التي يقدمها محل أبو عبدو المتواضع.


لجأ أبوعبدو "50 عاماً" إلى هذه المهنة بعد أن ترك عمله في دوائر النظام. يقول أبو عبدو: "عملت لعشر سنوات محاسباً في مبنى محافظة إدلب".

متابعاً: "أنا لا ناقة لي ولا جمل بهذه الأمور.. ولكن رزق أعيل منه عائلتي".

في سرمين بريف إدلب، يبيع أبو عبدو بطاقات الانترنت من فئات مختلفة مستقطباً زبائنه عبر جهاز الراوتر الذي يزيد من سرعة الشبكة وجودتها في حين يزود محله بالشبكة عبر جهاز يسمى (المحطة)، يلقط الإشارة من مركز البث الرئيسي في المدينة.


ويوضح أبو عبدو لـ "اقتصاد" أن تكلفة هذا المشروع وصلت إلى 600 دولار أمريكي تراوحت بين ثمن الراوتر والمحطة ومدخرة الشحن ولوح طاقة شمسية لضمان تشغيل الجهاز 24 ساعة.

لا يبدو أن المشروع قد عاد بالنفع الكبير على أبو عبدو إذ يقول: "أفكر ببيع الأجهزة. 100 ليرة زيادة على كل بطاقة لن تجمع لي 600 دولار".

ومع انتشار باقات النت المفتوحة والرخيصة الثمن وتزويد كثير من البلدات بخدمة dsl، لم تعد حاجة الناس لبطاقات أبو عبدو قائمة.

وبحزن شديد بان على أخاديده المجعدة قال: "أخذت قراري ببيع الأجهزة وإغلاق المحل".

ترك تعليق

التعليق