"أموي حلب" يفجر غضب موالي الأسد


"ترميم جامع في أحد المحافل التي أخرجت مئات الآلاف من المبرمجين دينياً لقتل الآخر وتكفير الغير يرصد له هكذا مبلغ. وبالمقابل منزل أهل شهيد ضحى بحياتو لإنقاذ البشرية من هالشراذم سقفو بخر مياه الشتي وبالصيف مابيوقي حر اذا طلبو منكن 200 الف ليرة قرض ليرممو بتقولو الميزانية مابتسمح.. يقول المثل اذا فتحت مدرسة تغلق سجنا وبالمقابل اذا بنيت جامع صنعت 100 الف متطرف".. بهذه العبارات خاطب محمد جريكوس، في صفحة "أخبار اللاذقية وطرطوس"، حكومة الأسد، تعليقاً على قرارها رصد مبلغ سبعة مليارات و300 مليون ليرة سورية لترميم المسجد الأموي بمدينة حلب.


"مسجد للوهابيين"

الخبر أثار غضب شريحة كبيرة من أنصار الأسد في الساحل السوري، عبّرت عنه صفحاتهم وشبكات إعلام موالية على مواقع التواصل الاجتماعي. وكان تعليق جريكوس على قدر كبير من الذوق والالتزام مقارنة بمئات التعليقات التي شتمت حكومة الأسد والذات الإلهية والمساجد وروادها، معتبرين أن تخصيص المبلغ لذوي "الشهداء" والجرحى والمعاقين "خير ألف مرة من بناء مسجد للوهابيين"، حسب ما أوردت شبكة أخبار جبلة.

وتزامن خبر ترميم المسجد بهذا المبلغ الكبير مع خبر تكريم بعض ذوي "شهداء الجيش" ببطانية وكيلو ونصف من السكر وعلبة فول وأخرى من الحمص، تم في المدينة الرياضية بمدينة اللاذقية.

"يونس جعفر"، والد أحد معاقي الجيش قال للناشط محمد الساحلي عقب استلامه مخصصات التكريم، إن قيمة ما قدموه لابنه المعاق لا يوازي أجرة السيارة ذهاباً وإياباً إلى قريته "حرف متور" بريف جبلة. وشتم بصوت عال حكومة الأسد ووصفها بأنها "تدعم الإرهابيين وتتركنا للجوع والفقر".


النظام يصنع الإرهاب

ونقل الساحلي لـ "اقتصاد" اتهام "سحر علي" وهي من القرداحة للنظام بأنه من أطلق الإرهابيين من سجونه منذ بداية الأحداث في سوريا، "وها هو يعيد تأهيل المساجد لهم ليستمروا في الفساد والإفساد وتهيئة عناصر جدد لقتلنا، في الوقت الذي يذلّنا فيه برمي المساعدات التافهة على رؤوس المتجمهرين من ذوي الشهداء والجرحى كما حصل في اللاذقية وطرطوس".

وأبدى كثير من أنصار النظام غضبهم من صرف "المبلغ الضخم" على ترميم مسجد "للإرهابيين" في حين يقدّم للمقاتلين طعاماً فاسداً، "مجدرة معباية بأكياس"، أو ضئيلاً، كوجبة من حبتين صغيرتين من البطاطا المسلوقة مع بيضة واحدة.

ونشرت شبكات إعلامية صوراً لوجبة "المجدرة" الفاسدة، التي استمرت حديثاً للموالين عدة أيام. كما تم تداول صورة وجبة "الحبتين من البطاطا مع بيضة واحدة"، في عشرات صفحات الـ "فيسبوك"، مع وصف بأنها "لا تكفي طفلاً صغيراً".

ويرى مراقبون أن نظام الأسد يحاول من خلال بناء المساجد وترميم بعضها، محاولة إرضاء أبناء الطائفة السنيّة التي أمعن في الإجرام بحقّها، وتقديم نفسه للعالم كرئيس معتدل غير طائفي.



سرقة معتادة

"محمد ط"، مقاول بناء من مدينة اللاذقية، أكد بحديث هاتفي مع "اقتصاد" أن مبلغ سبعة مليارات و300 مليون ليرة، كبير جداً، وهو ثلاثة أضعاف ما يحتاجه ترميم المسجد. وأشار إلى أن هذا المبلغ يكفي لبناء عدة مساجد، ولفت إلى أن القسم الأكبر ستسرقه وزارة الأوقاف بالاشتراك مع الوسطاء والسماسرة، "كما هي العادة في كل المناقصات التي تجريها حكومات النظام".

وتساءل المقاول: "من أين للنظام القدرة على توفير هذا المبلغ وتخصيصه لترميم مسجد، وهو الذي يعجز عن دفع ثمن الوقود اللازم لتشغيل المحطات الحرارية لتوليد الكهرباء وتخفيض ساعات تقنينها، ويتذرع دائماً بعدم توفر الأموال لزيادة رواتب الموظفين لسدّ بعض الخلل بين انخفاض الدخل وارتفاع الأسعار".

يذكر أن النظام تعمّد قصف المسجد الأموي في مدينة حلب مرات عديدة منذ أن حرّر الثوار الأحياء القديمة فيها، واتهم "الإرهابيين" بتخريبه وإحراقه.

ترك تعليق

التعليق

  • التعليقات على المواقع الإلكترونية هي نبض الشارع وهي تعكس الواقع الحقيقي وتُبين رأي الناس وتوضح الأمور على حقيقتها وليس كما ينقلها الإعلام الذي يُجمّل ويغير الحقائق .. فها نحن نرى الحقيقة من كتابات الناس البسطاء وليس كما تنقله لنا الفضائيات المتلونة الموجهة .