ذوو قتلى النظام على موائد اللئام


أصر أحد رجال الأعمال الكبار من مدينة اللاذقية أن يقيم حفلاً لتكريم ذوي قتلى النظام بمناسبة عيد الشهداء من خلال جمعهم كلهم في ملعب كرة السلة في المدينة، إلا أن محافظ اللاذقية نصحه ألا يفعل هذا الأمر لأنه قد تحدث فوضى ولا يستطيعون السيطرة على الجموع، بالإضافة إلى أنه سوف يكلف الأهالي عناء السفر من القرى البعيدة من أجل الحصول على بطانية وكيس غذاء، وطلب منه بدل ذلك أن يشكل وفداً ويزور الأهالي في بيوتهم..

 إلا أن رجل الأعمال وجد أن اقتراح المحافظ غير فعال لأنه يلغي الحالة الاستعراضية التي يقصدها من عمله، فكيف سيعرف السيد الرئيس والإعلام أنه قام بتكريم أسر الشهداء..؟!، لذلك ركب رأسه وقال للمحافظ: دع الأمر علي، المهم أنت وفر الحماية للناس حول الملعب..

وبالفعل قام رجل الأعمال هذا بإرسال باصات إلى ذوي القتلى من العجائز وكبار السن والنساء الشابات والأطفال، وجلب منهم أكثر من خمسة آلاف شخص وحشرهم في الملعب، ونظم لهم حفلاً من الخطابات والأناشيد الحماسية..

أما الكارثة فقد وقعت عندما تم البدء بتوزيع البطانيات وكيس الغذاء على كل هذه الأعداد، فلم يخطر ببال منظم الحفل أن هذه العملية تحتاج لساعات طويلة بينما صبر الناس نفذ، بعد أن تم جلبهم منذ ساعات الصباح الباكر.. لذلك قاموا بوضع الهدايا في وسط الملعب وطلبوا من الأهالي أن يأخذ كل منهم بطانية وكيس غذاء.. فانهالت الجموع على الهدايا وحدث تدافع شديد، تبادل خلاله ذوو "الشهداء" الشتائم والمسبات، في مشهد وصفته وسائل إعلام موالية للنظام، بأنه مخزٍ ومذل بحق هؤلاء الذين ضحوا بأغلى ما يملكون..

وبعض وسائل الإعلام لم يثرها هذا المشهد، وإنما كانت المشكلة بالنسبة لها أن البعض حصل على أكثر من بطانية وكيس غذاء والبعض الآخر لم يحصل على شيء، كلٍ حسب ما أعطاه الله من قوة وبأس في التدافع..!!

القضية لم تتوقف عند هذا الحد، فقد تم تصوير المشهد بكاميرات الجوال وتم تبادل الفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي مع تعليقات من الموالين سبت وشتمت بكافة الاتجاهات الأمر الذي وصلت أصداؤه إلى الحكومة، فقررت مناقشة الموضوع في اجتماعها الأسبوعي، لكن عندما علمت من يكون رجل الأعمال الذي قام بهذا الحفل والذي لم يتم الكشف عن اسمه، قررت توجيه إنذار إلى محافظ اللاذقية محملة إياه المسؤولية، وطلبت منه عدم السماح لاحقاً لأي كان بتكريم الشهداء إلا بعد إعلام رئاسة الوزراء وأن يكون الأمر بتنظيم منها..

وتوتة توتة، خلصت الحدوتة..

ترك تعليق

التعليق