لأنه ضبط طلاباً يغشون.. موالون يصنفون محافظ النظام في حماة ضمن "الخلايا النائمة"


أُعفي عدد من مدراء مراكز امتحانات التعليم الأساسي في المناطق الموالية لنظام الأسد من سهل الغاب ومصياف بعد زيارة محافظ حماة المفاجئة لها.

 واعتبر موالون قرار الإعفاء حرباً طائفية عليهم من قبل "الخلايا الإرهابية النائمة بين مسؤولي الدولة".

الفساد يغزو الامتحانات

 أصدرت مديرية التربية في محافظة حماة قراراً بإعفاء مدراء المراكز الامتحانية في بلدتي "عين الكروم" و"شطحة" ومدير مركز "عبد المعين قطرميز" في مدينة حماة، بناء على توجيهات محافظ حماة على خلفية زيارة قام بها إلى هاتين البلدتين أثناء العملية الامتحانية في المدارس العامة.

وضبط المحافظ والوفد المرافق له عشرات أجهزة الهواتف النقالة والكتب المصغرة وأوراق مخصصة للغش، كانت برفقة الطلاب داخل القاعات الامتحانية من أبناء المسؤولين والشبيحة وميليشيا "الدفاع الوطني"، بالإضافة إلى تواجد كثيف للمسلحين في محيط هذه المركز من أهالي الطلاب الممتحنين.


العام الخامس للغش العلني

 أجرى "اقتصاد" اتصالا ًهاتفياً مع المحامي "م. ك" من أهالي بلدة "شطحة" الذي شرح ملابسات القضية، وأكد انتشار الغش في الامتحانات وبعلم كافة المراقبين ومدراء المراكز، وأهالي الطلاب يتواصلون مع أبنائهم في القاعات بواسطة الهواتف الجوالة، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي (واتس أب -فيسبوك)، ويزودونهم بكافة الإجابات التي يحتاجونها دون رادع.

وهذه ليست المرة الأولى وإنما تتكرر كل عام منذ انطلاق الثورة مع انخراط أهالي هذه المناطق بصفوف ميليشيا "الدفاع الوطني"، أو ضمن ميليشيات خاصة مستقلة للقتال إلى جانب قوات الأسد.

وأضاف المحامي: "هذه المرة الأولى منذ 5 سنوات التي يأتي فيها مسؤولون لتفقد سير العملية الامتحانية، والأهالي ممتعضون جداً من تصرف المحافظ ومدير التربية، ويعتبرون أن من حق أبنائهم الحصول على علامات عالية بكافة الوسائل تتيح لهم الدراسة في الجامعات، باعتبارهم أبناء لمن يضحون بأنفسهم في سبيل الأسد".

محافظ طائفي

وتعاطفت صفحات الموالين في حماة مع الطلبة، واعتبرت تصرف المحافظ اعتداء على الطلبة الممتحنين، وطالبت بإقالة المحافظ لأنه طائفي، واستهدف مناطق معينة ذات تركيبة دينية موالية للأسد (المرشديين) بشكل مقصود دون بقية المحافظة.
 
وطالبت صفحة "شطحة الآن" محافظ حماة بالاعتذار، ووصفته بأنه "داعشي وموال للإرهابيين"، ويهدف إلى زعزعة الثقة بين الموالين وقائدهم الأسد، الذي سمح ببعض التجاوزات كمكافأة لهم على ولائهم وتضحياتهم وتعويضاً مادياً لهم عما خسروه من أرواح وأملاك.

 وجاء على صفحة إحدى المواليات، "بتول الملهم"، "هلا تركتو كلشي في بسوريا، ولحقتو طلاب حماة انو انتوا شو .. دخيل الله اللي بشوفكن بقول نحنا ماعنا غش بنوب ولا بس هي السنة عدورنا وبحماة تحديدا" انشالله مايضل هالاهتمام الزايد عندكن للبكلوريات".

صفحات طرطوسية تتضامن

لم يقتصر الاحتجاج على الصفحات الحموية الموالية بل امتد إلى صفحات طرطوس الإخبارية فقد كتب محمود ديب على صفحة "طرطوس 24" معلقاً على صورة الموبايلات المصادرة، "يازلمي هاد يلي حامل الكيس وعم يضحك مثل إبليس اللعين".

وطالب "أسعد علي" على صفحة 24 بأن يبدأ الإصلاح بتأمين عوائل القتلى وتأمين الجرحى وليس بالانتقام من أبنائهم في قاعات الامتحانات.

 وقال "كرمو محمد" موجهاً كلامه لمحافظ حماة "بشرفي ما فيك ضمير لا أنت ولا اللي معك، روح دور على تحسين رغيف الخبز وسرقة المازوت، عامل رجولة وعم تتقاوى على طلاب، يا عيب الشوم على هيك محافظ ومنافق".

 وسأل "جهاد محمد " محافظ حماة "لماذا لا تذهب إلى المراكز اﻷخرى ؟؟؟؟؟؟ المراكز التي أهاليها ﻻ يدفعون فواتير الكهرباء والماء والهاتف ويرفضون الخدمة بالجيش العربي السوري، وداير على المناطق الآمنة التي تعاني من دواعش الداخل كما تعاني من دواعش الخارج".

الأمن يعتقل الموظفين ويؤنب المدير

ومن جهة أخرى، كشف مصدر مسؤول في مديرية تربية حماة لـ"اقتصاد" عن تأنيب شديد اللهجة تم توجيهه من فرع "أمن الدولة" إلى مدير التربية، بالإضافة إلى استدعاء عدد من موظفي التربية كانوا برفقة المحافظ أثناء جولته إلى الفرع ومازالوا قيد الاعتقال.

ترك تعليق

التعليق