لا وظيفة حكومية إلا بأضحية بشرية


أصدر رئيس وزراء الأسد قراراً يحرم بموجبه كافة فئات الشعب السوري من التوظيف في دوائر الدولة. وكان "بشار الأسد" قد خصص نصف شواغر الوظائف لذوي قتلاه حتى الدرجة الثالثة، مع العلم أن التوظيف لدى الدولة محصور بأصحاب النفوذ وبمن يدفع الرشاوى للمسؤولين.

ضحية لأجل الأسد مقابل وظيفة

أصبح من المستحيل على المواطن السوري الذي يعيش تحت سلطة النظام أن يتوظف في دائرة حكومية، ما لم يكن قد قدم ضحية بشرية على مذابح الأسد.

تكرّم رئيس مجلس وزراء النظام "عماد خميس" بعشر درجات لذوي القتلى، ومن في حكمهم من الجرحى والمعاقين، تضاف للمحصلات النهائية في أية مسابقة حكومية، لتوظيف عاملين لدي جهات القطاع العام في كافة المستويات.

وبموجب هذا القرار يكون قد حكم على المواطنين السوريين بالتضحية بأحد أبنائهم كشرط مسبق للتقدم للوظائف الحكومية، وبهذا أصبحوا مضطرين لدفع أبنائهم للتطوع بالقوات الموالية للأسد والمساهمة بقتل الشعب السوري من أجل وظيفة.

وبهذا تكون الوزارة قد أصبحت ملكيّة أكثر من الملك الذي خصص 50% لذوي قتلاه.

مكافأة الموالين وعقاب بقية الشعب

ويأتي هذا القرار بعد صدور المرسوم التشريعي رقم 36 لعام 2014 من قبل بشار الأسد، الذي ينص على حجز 50 % من الشواغر المراد ملؤها بموجب المسابقات والاختبارات التي تجريها الجهات العامة، وفقاً للقانون الأساسي للعاملين في الدولة رقم 50 لعام 2004 وتعديلاته.

وبهذا يكون نظام الأسد قد قدم جائزة ترضية غير مقبوضة لذوي قتلاه، بعد إفلاسه وعجزه عن تقديم أشياء عينية أو أموال نقدية أو رواتب شهرية.

جاء هذا القرار وقبله المرسوم التشريعي رقم 36 بمثابة عقاب لكل من لم يلتحق بالجبهات لقتل أخوته من السوريين المطالبين بحريتهم، وحرمانهم من حقهم الطبيعي الذي تضمنه لهم القوانين والدستور بالمساواة وتكافؤ الفرص مع الموالين له.

قال "علاء - د" وهو مهندس زراعي لـ "اقتصاد": "ما ذنبي أنا حتى لا أستطيع الحصول على وظيفة، فأنا وحيد لأهلي وليس لدي أخ لكي أدفعه للقتال مع الأسد، ولا أستطيع العمل بشهادتي إلا في دوائر الدولة، فأنا لست ابن قرية ولا أملك أرضاً، ولا تمنحنا الدولة أية قروض كي أؤسس لمشروع زراعي، فماذا أفعل بشهادتي!، لست مشمولاً بالمرسوم، والقرار حرمني من حقي بالمساواة مع من هم أقل مني علماً وخبرة".

وعقبت خريجة اللغة العربية "سها جعفر" على قول المهندس علاء، "لدي شقيقان في الجيش ولكنهما لم يستشهدا (حسب قولها) فهل أدعو لهما بالموت من أجل أن أحصل على حقي الطبيعي بأن أصبح مدرسة!".

الجيش من أمامكم والدفاع الوطني من ورائكم

وحول الموضوع سأل الناشط الإعلامي "محمد الساحلي" أحد الموظفين في مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل باللاذقية فأجابه: "أصبح من المستحيل بالنسبة للناس العاديين الذين لم ينخرطوا بالقتال إلى جانب الأسد الحصول على وظيفة عامة".

وعقّب: "ولكن بإمكانهم التطوع في الجيش أو ميليشيات الدفاع الوطني، فهناك لا يوجد شروط للانتساب فلا مسابقات ولا يحتاجون إلى وساطة أو رشاوي من أجل التوظيف".

وأضاف: "هذا القرار لدفع من تبقى من الشباب للتوجه إلى الجيش كخيار أخير لمن بقي منهم في البلد، وخصوصاً مع هروب كافة الشباب من خريجي الجامعات أو ممن يبلغون سن خدمة العلم إلى الخارج بطرق شرعية أو تهريباً، لكي لا يكونوا ضحية لصراع لا علاقة لهم به".

تعليقات الموالين كما هي

علقت علا محمود على صفختها الشخصية، "واللي ماعندو شهيد يندفس ويشمط شهادتو..صار حقنا ما مناخدو لحتى نموٍّت حدا من أهلنا...حطّو الأسماء اللي بدكن اياها وخلصوا سمانا..مسابقة نفاق بنفاق وحتى الل عندو شهيد مارح يتوظف بمسابقة بدا خمسة من أصل ألفين شو هالمسخرة".

وكتبت فاطمة محرز "أﺳﺎﺳﺎ ﻣﺎﻓﻲ ﺩﺍﻋﻲ ﻟﻜﻞ ﻫﺎﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺎﺕ وهالكذب ومن يوم بلشتوا بقصة المسابقات والاختيارات اللي بلا طعمة وكلها محسوبيات ودفع رشاوي ما شفنا الخير.. الله لا يكتر خيركن شو منافقين".

وقالت هبة أحمد: "ونحنا مارح نتوظف بحياتنا .....متل اللي ميدور ع إبرة بكومة قش حرام عليكون درسنا مشان نتفرج ع غيرنا كيف متصحلو فرص التوظيف ونحنا قاعدين والله حرام".

وسألت ملاكي سوزان "ويلي صرله 6سنين متخرج من الجامعة شو يخلي حدا من قرايبينوا يستشهد حتى يتوظف".

واستهجنت براء حايك " صرعتونا بذوي الشهداء كتير فرقان معن يعني الشهيد مات والله يرحمو خيو شو بقا يهمو الأمر بروح خلي بيي يستشهد يعني لاتوظف".

ترك تعليق

التعليق