إغلاقه كان ابتزازاً.. "بكداش" عاد


فتح محل بوظة بكداش الدمشقي الشهير، أبوابه من جديد، حسبما أكدت مصادر إعلامية متقاطعة، وذلك بعد أن تراجعت محافظة دمشق عن قرار إغلاقه عبر تخريجة حاولت من خلالها الحفاظ على ماء وجهها، بعدما اتضح أن تبريرات قرار الإغلاق كانت واهية، وأن القضية كانت في الأساس، محاولة ابتزاز، رفض أصحاب المحل الخضوع له.

صحيفة الوطن المخلوفية المقربة من النظام، حاولت تقديم رواية تفيد بأن إعادة فتح المحال جاءت بناء على طلب أقرب إلى الاسترحام، تقدم به أصحابه، تعهدوا من خلاله الالتزام بجميع الشروط الصحية الناظمة لعملهم، مما دفع المحافظة لمراجعة قرار الإغلاق، مراعاةً لعراقة المحل الذي بات أيقونة دمشقية عمرها أكثر من قرن.

وحسب الوطن، أمهلت المحافظة أصحاب المحل 10 أيام لتطبيق كل شروطها الخاصة بالصحة الغذائية، على أن يتم رصد واقع العمل ومدى التزام المحل بالتوجيهات الصادرة له، بعد المهلة.

لكن خلافاً لذلك، قدّم موقع موالٍ للنظام أيضاً، يعرف بـ "هاشتاغ سوريا"، رواية مختلفة تماماً، مفادها أن الموظف الذي تسبب بقرار الإغلاق كان يسعى لابتزاز أصحاب المحل، وكان يراهن على أن ضخامة الاسم تعني ضخامة المبلغ المالي الذي قد يتحصل عليه، لكن أصحاب المحل رفضوا الخضوع للابتزاز، فتسبب الموظف بإغلاق المحل.

وكان الموقع نفسه قد نشر منذ أيام شريطاً يظهر الموظف ذاته، يتفاوض مع صاحب محل حلويات، على رشوة.

وبعد الضجة الإعلامية الهائلة التي تسبب بها إغلاق المحل، وما أثاره من جدل، حتى في أوساط المؤيدين للنظام، قرر محافظ دمشق، التراجع عن قرار الإغلاق. لكن موظفي المحافظة حاولوا إخراج ذلك بصيغة تحفظ ماء وجه المحافظة.

وحسب "هاشتاغ سوريا"، الذي قال بأن مراسلته حضرت اجتماعين عقدا بين موظفي مديرية التموين والشؤون الصحية والآثار من جهة، وبين أصحاب المحل من جهة أخرى، اتضح أن جميع تبريرات إغلاق المحل، واهية، وفي مقدمتها، ما يتعلق بالصحة الغذائية، إذ اتضح أن المحل يتقيد بما يفرضه القانون بخصوص استخدام بودرة الحليب. ناهيك عن أن معظم مصانع البوظة تستخدم حليب البودرة.

كما اتضح أن إحدى تبريرات الإغلاق كانت تتعلق بـ 20 سنتميتر من السيراميك، أقصر من المطلوب، مما يظهر حجم التجني الذي تلقاه المحل العريق.

بكل الأحوال، تراجع مسؤولو المحافظة عن قرار الإغلاق، ليعود المحل إلى العمل اليوم الأحد، متابعاً مسيرة عمرها أكثر من 125 عاماً، كاد موظف مرتشٍ أن يقضي عليها.

أما لماذا تراجعت المحافظة عن قرار الإغلاق؟.. هنا كان للإعلام والرأي العام الذي أثاره، سواء كان معارضاً أم موالياً، دور كبير في تحقيق هذا النصر الكبير على شبكات الفساد التي تدير "دولة الأسد".

ترك تعليق

التعليق