رجل الأعمال، محمد بسام الملك.. قبل الثورة وبعدها


لا يوجد الكثير من المعلومات عن النشاطات التجارية لرجل الأعمال، محمد بسام الملك، قبل الثورة السورية، سوى أنه كان عضواً في غرفة تجارة دمشق منذ العام 2004، وأنه فاز في انتخابات الغرفة في العام 2008، بشكل منفرد، وبدون أن يكون منتظماً في قوائم "هوامير" التجارة من رجال الأعمال الدمشقيين، وهو ما يعني بأن الرجل يحظى باحترام وثقة زملائه التجار. ثم أصبح عضواً في مجلس إدارة الغرفة، أي بين الستة الكبار، وتولى رئاسة لجنة المعارض حتى مغادرته سوريا.

وعلى صعيد الأعمال التجارية، يملك محمد بسام الملك، محلات تجارية كبيرة تعنى خصوصاً ببيع الأدوات الكهربائية في دمشق، "برادات وغسالات الملك"، وحصصاً في مجمعات تجارية، ومرة وصفته وكالة الصحافة الفرنسية بأنه يعتبر من كبار رجال الأعمال في العاصمة السورية، بينما الحقيقة أنه لم يكن من الكبار، وإنما كما وصفه أحد التجار، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، وذلك في تصريح خاص لـ "اقتصاد"، أنه كان محترماً وذا ضمير حي، "ويخاف الله"..

ويتابع محدثنا، الذي يقيم في تركيا وكان منتسباً لغرفة تجارة دمشق، أن الملك كان الأقل انتصاراً لمصالحه الشخصية من بين جميع أعضاء الغرفة، وكان معروفاً عنه الابتعاد عن الشبهات في الصفقات التجارية التي كانت تجري مع القطاع العام أو مع رجالات الأعمال المحسوبين على النظام. بالإضافة إلى أنه كان لا ينوع في أعماله واستثماراته التجارية، بعكس رجال الأعمال في مرحلة رامي مخلوف، والذين انتقل أغلبهم من العمل في الصناعة والتجارة إلى مجال الاستثمار العقاري والبنوك وشركات التأمين، الأكثر والأسرع ربحاً.

وأضاف أن الملك كان كذلك دائم الانتقاد لأعمال محمد حمشو التجارية، ويعتبر أنه لوث سمعة التجار "الشوام"، وتقاليدهم العريقة، وقد اصطدم أكثر من مرة معه ووصل الأمر إلى وزير الاقتصاد، الذي كان يحاول على الدوام الإصلاح بينهما.

بعد الثورة السورية..

كان محمد بسام الملك، من أوائل رجال الأعمال الذين انضموا إلى الثورة السورية، وبشكل علني، إذ انتسب إلى هيئة التنسيق الوطنية، بداية تشكيلها، بعد منتصف العام 2011، بينما كان لايزال في داخل سوريا..

وكان الملك كذلك من أكثر رجال الأعمال جرأة في التنديد بجرائم النظام، ودعوة زملائه التجار إلى الإضراب والعصيان، وهو ما تسبب في اعتقاله في 11/7/2012، من قبل قوات أمن الدولة، وأحيل فوراً إلى المحكمة بتهمة التحريض على الإضراب ووهن عزيمة الأمة، وأُودع في سجن عدرا..

وكان السبب المباشر لاعتقال الملك، بحسب ما صرح المحامي أنور البني في ذلك الوقت، هو الإضراب الذي قام به تجار دمشق احتجاجاً على مجزرة الحولة في نهاية أيار من عام 2012 التي استشهد فيها 108 أشخاص بينهم 49 طفلاً.

لم يلبث الملك طويلاً في الاعتقال، إذ تم الإفراج عنه وعدد من المعتقلين، وعلى رأسهم زميله في هيئة التنسيق أحمد العسراوي.

في عام 2013، غادر محمد بسام الملك سوريا، مع تصاعد حدة الأحداث وتزايد عميلات الاعتقال التي طالت شخصيات قيادية في هيئة التنسيق الوطنية، واستقر في مصر، لكن كان لافتاً أنه لم يقم بأي نشاط تجاري فيها أو يؤسس لأي أعمال هناك مثلما فعل معظم رجال الأعمال السوريين الذين أقاموا في مصر.. وهو ربما ما يعتبر مؤشراً على أنه كان ينوي العودة إلى سوريا من الأساس.

غادر محمد بسام الملك هيئة التنسيق الوطنية إلى الائتلاف الوطني المعارض مع التوسعة التي أدخلها ميشيل كيلو على الائتلاف، ويقال أن الملك قَبِل بهذا الانتقال نظراً لقربه من معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف آنذاك، وحتى أنه كان من ضمن الأسماء المرشحة لتولي رئاسة الائتلاف بعد الشيخ معاذ.

تولى الملك مكتب العلاقات العامة في مكتب الائتلاف الوطني في القاهرة، وكان من ضمن المهام التي تولى العمل عليها أيضاً، إعداد مشروع ورؤية إعادة الإعمار في سوريا بعد سقوط النظام، إذ كان معروفاً أنه أعد بعض الدراسات الهندسية لهذا المشروع، كما تواصل مع عدد رجال الأعمال وسفارات بعض الدول، من أجل خدمة هذا المشروع..

وخلال وجوده في مكتب الائتلاف الوطني في القاهرة، كان محمد بسام الملك، ونقلاً عن مقربين منه، يشترط تقاضي مقابل مادي عن ظهوره على القنوات الفضائية، متحدثاً عن أعمال المعارضة والثورة السورية..

جاء قرار الملك بالتخلي عن الائتلاف ومهاجمة المعارضة واتهامها بالعمالة والخيانة، ومن ثم إعلانه عن العودة إلى حضن الوطن مؤخراً، جاء مفاجئاً للكثير من الأوساط السياسية في المعارضة السورية، إلا أنه بحسب محللين، فإن أغلب الكتلة التي أدخلها ميشيل كيلو إلى الائتلاف، هي من الأسماء التي أثير حولها الكثير من إشارات الاستفهام، ومنذ الأساس، وتقريباً أغلب أفرادها أظهروا فيما بعد ولاءات مختلفة عن توجه الائتلاف الوطني، وهم كانوا الأكثر إثارة للقلاقل داخل جسم المعارضة.

في الختام

لا يوجد الكثير من المعلومات عن أعمال بسام الملك التجارية داخل سوريا بعد مغادرته لها، فهل لازالت على حالها؟، أم أن النظام قام بالاستيلاء عليها؟، أو أن الملك عمل على تصفيتها قبل رحيله..؟!، كل ذلك لا أحد يعلم عنه شيئاً، لكن المؤكد أن محمد بسام الملك لم يصبح فقيراً بسبب الثورة، وكما يروج البعض، فهو لم يدعم أي من مؤسساتها من ماله الخاص.. بل على العكس استفاد منها أكثر مما أفادها.. وبالذات مالياً..!!

ترك تعليق

التعليق