هل هي خطة مبيتة لجنوب دمشق، وسيلتها، وقف الإغاثة؟


تشهد منطقة جنوب العاصمة التي تقع تحت سيطرة الثوار ما يعتبره كثيرون خطة ممنهجة لدفع المنطقة نحو حضن النظام، وذلك باستخدام طريقة حظر المال السياسي والإغاثي عن المؤسسات العاملة في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم، لتبدأ بالانهيار البطيء وتنتهي برفع الراية البيضاء.

تجفيف الدعم شكل ضربة موجعة بالنسبة لمؤسسات المنطقة لاسيما المدنية منها، حيث يعاني قرابة 100 ألف نسمة يعيشون في المنطقة المحاصرة من ندرة فرص العمل وتوقف النشاطات الخيرية التي بات الكثيرون في أمس الحاجة إليها.

الناشط "وليد الآغا" قال لـ "اقتصاد" إن تجفيف منابع الدعم أدى لتضييق كبير على المؤسسات الثورية في جنوب دمشق، فبدلاً من دعم صمود المنطقة بزيادة دعم مؤسساتها تقوم الجهات الداعمة بالعكس وكأنها تدفع الثوار دفعاً للقبول بالمصالحة والتسليم.

الآغا تابع قائلاً: "برأيي الموضوع مسيّس ومقصود هناك إرادة دولية بالضغط على هذه المناطق ودفعها نحو التسليم والمصالحات"، لافتاً إلى أن بداية تجفيف الدعم كانت منذ 2014 عند توقيع هدنة مع النظام. لكن في المرحلة الأخيرة يتم الأمر بشكل مكثف.

مماطلة

آخر محطات توقف الدعم كانت لدى الهيئة الطبية العاملة جنوب العاصمة والتي تعتبر الجهة الطبية الرئيسية التي تقدم خدمات العلاج المجاني لسكان المنطقة.

"محمد الإدريسي"، المسؤول الإعلامي للهيئة الطبية، قال لـ"اقتصاد"، إن الهيئة التي تضم 17 طبيباً وأقساماً واختصاصات متنوعة، لم يكن لها جهة دعم واحدة بل كان العديد من الجهات الداعمة تقدم المال اللازم للهيئة أو لأحد مراكزها. لكن قبل فترة انتهت العقود الموقعة مع الجهات الداعمة ليتوقف تماماً، نتيجة عدم توفر أي جهات أخرى تقوم بنفس المهمة.

وصرح الإدريسي أن هناك مؤسسات أوقفت دعم الهيئة الطبية من دون توضيح أسباب محددة بل اكتفت بالوعود والمماطلة، مضيفاً بالقول: "الحكومة السورية المؤقتة خارج الموضوع تماماً. لا يوجد تواصل بيننا. وزارة الصحة بالحكومة لا تقدم أي شيء منذ فترة طويلة". وقال الإدريسي: "حكومتنا بحكم الميت".

وحول الضرر الذي سيسببه توقف دعم الهيئة الطبية أشار الإدريسي إلى أنه سينعكس بالدرجة الأولى على المدنيين لأن أغلبهم ليس لديه مصدر دخل ولا يمتلك القدرة على دفع تكاليف العلاج أو شراء الأدوية.

وقال: "تعتبر الهيئة المشفى المركزي لجميع المنطقة الجنوبية وتوقفها سيشكل كارثة لكامل المنطقة. جميع خدماتنا مجانية لذلك سيجد المريض صعوبة كبيرة في العلاج والحصول على الأدوية".

ردة ثورية!!

في الفترة الأخيرة حصل تجفيف مكثف لمنابع الدعم جنوب العاصمة حيث تباطأت أغلب الجهات في تقديم الدعم الكافي للمنطقة بشكل يدعو للشك في الخطة المبيتة لجنوب دمشق الخارج عن سيطرة النظام.

تأسس المجلس المحلي في بلدة يلدا في نهاية العام 2012، واستمر عمل المجلس قرابة عام وهو يقدم خدمات عديدة للأهالي. لكن ومع توقيع اتفاق التهدئة بداية العام 2014 مع النظام بدأ ما يقدمه المجلس يتضاءل شيئاً فشيئاً نتيجة نقص الدعم بشكل حاد ومن ثم توقف بشكل نهائي.

ويعزو القائمون على محلي يلدا هذا التوقف المفاجئ إلى إخراج المنطقة من حسابات الائتلاف الوطني ومؤسسات المعارضة بشكل عام على اعتبار البلدة منطقة مصالحات وتابعة لنظام الأسد، الأمر الذي ساعد في انحسار الحراك الثوري في البلدة، حيث أصبح واقع الثوار بائساً ما جعل عملاء الأسد والمروجين لنظامه يتقربون أكثر من السكان لطرح أمور تساعد نظام الأسد في السيطرة على المنطقة.



ترك تعليق

التعليق