"قسد" تسبق قوات الأسد إلى أكبر حقول الغاز في دير الزور


أعلنت مليشيا "قوات سوريا الديمقراطية – قسد"، سيطرتها على أكبر حقول الغاز في دير الزور، وهو حقل غاز "كونيكو". وبذلك، تكون الميليشيا ذات القوام الكردي، قد سبقت قوات النظام السوري التي كانت قد وضعت الحقل المذكور، هدفاً أساسياً لها، خلال الأيام القليلة الماضية. وفي سبيل ذلك، كانت قوات النظام قد تقدمت إلى بلدة خشام، جنوب شرق قرية مظلوم، وهي أقرب نقطة نحو الحقل المذكور. لكن ميليشيا "قسد"، سبقتها، وحاصرت الحقل، أمس الجمعة، لتعلن اليوم السبت، سيطرتها الكاملة عليه.

وفيما يبدو أنه رد غاضب من جانب قوات النظام، استهدفت الأخيرة مناطق قريبة من مواقع لـ "قسد" غرب الرقة. رافق ذلك تكرار التحذيرات الروسية للأمريكيين من أي استهداف لعمليات قوات النظام الجارية في دير الزور بغطاء روسي، وذلك في تصريح لوزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف.

وحسب مصادر إعلامية، فإن "قسد" سيطرت على محطة وحقول نفطية واقعة غرب نهر الفرات، بشمالي غربي مدينة دير الزور، بدعم جوي من قوات التحالف الدولي، بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية.

وكانت "قسد" قد سيطرت على كامل المدينة الصناعية ومناطق أخرى، وصولاً لمسافة نحو 14 كيلومتراً عن بلدة صور القريبة من الحدود الإدارية لريف دير الزور الشمالي، مع ريف الحسكة الجنوبي. حسب مصادر إعلامية متقاطعة.

ويقع حقل غاز "كونيكو" على بعد حوالي عشرين كم شمال شرق مدينة دير الزور، شمال نهر الفرات في "بلدة الطابية جزيرة". وكان هذا الحقل قد جُهّز سابقاً ليضم معملاً لإنتاج الغاز ونقله إلى محطات التوليد الكهربائية الموجودة في المحافظات السورية، وأنشئ من قبل شركة كونكو فيلبس.

في آذار من العام الفائت، تعرض الحقل المذكور، والمعمل الذي يضمه، لضربات جوية من جانب قوات التحالف الدولي، أدت إلى تدمير الوحدة التي يتم فيها المعالجة والتحكم بالمعمل، وبدونها، لن يعمل المعمل إلا بدخول شركات أجنبية مختصة. كما تم تدمير قسم الصيانة وقطع التبديل.

ويوحي المشهد الميداني الراهن، في محافظة دير الزور، بوجود حالة تسابق بين النظام وحليفه الروسي، من جهة، وبين مليشيا "قوات سوريا الديمقراطية"، وحليفها الأمريكي، من جهة أخرى، للسيطرة على أكبر قدر ممكن من حقول النفط والغاز في المحافظة. وقبل أسبوع، شاعت أنباء عن وجود اتفاق روسي – أمريكي، على تقسيم المحافظة، ليكون غرب الفرات للنظام، وشرقه لـ "قسد". لكن النظام، وحليفه الروسي، لم يلتزما بالاتفاق، تحت ذريعة ملاحقة تنظيم "الدولة الإسلامية".

ترك تعليق

التعليق