تركيب السيارة بالبراغي.. جديد الصناعة السورية


في وسائل إعلام النظام، اسمها "معامل تجميع السيارات". أما على أرض الوقع، فهي عبارة عن هنكارات يجري فيها تركيب السيارة المفككة، بالبراغي فقط، دون أي جهد تصنيعي أو حتى تجميعي.

لكن ما سبب انتشار هذا النوع من الأعمال خلال السنتين الأخيرتين..؟، والتي شهدت افتتاح أكثر من هنكار لتركيب السيارات بالبراغي، مع رعاية حكومية منقطعة النظير، وخطابات لم توفر حتى مفتي النظام أحمد حسون، الذي حضر مرة مراسم افتتاح أحد هذه الهنكارات، وألقى خطبة نارية عن نهوض المارد السوري من جديد..!

قصة هذه الهنكارات التي يجري فيها تركيب السيارات بالبراغي، والتي بلغت ثلاثة هنكارات حتى الآن، تحت مسميات معامل تجميع وصناعة السيارات، قصتها تتلخص بالآتي: لقد اكتشف دهاة رجال الأعمال، أن استيراد السيارة كاملة يكلفهم أموالاً طائلة، كرسوم جمركية وغيرها من رسوم التسجيل والميكانيك.. لذلك تفتق ذهنهم عن فكرة جهنمية، وهي استيراد السيارة مفككة إلى أربعة أجزاء أو خمسة، كي لا يتم دفع رسوم جمركية عليها بشكل كامل، ومن ثم يقوم عمال بتركيبها بالبراغي خلال ساعتين، لتباع بالأسواق على أنها صناعة سوريا، وبسعر يسمح لصاحب الهنكار أن يضاعف أرباحه أكثر من استيراد السيارة كاملة.

هذه هي القصة باختصار..

وعندما اعترضت وزارة صناعة النظام على هذه المعامل، واتهمتها بأنها تتحايل على القانون باسم الصناعة، خرجت وسائل الإعلام في اليوم التالي لتتهجم على الوزير، وتتهمه بأنه يقف حجرة عثرة في وجه تطور الصناعة السورية، بدل الوقوف إلى جانبها.. إلا أن الأمور لم تطل، إذ جرى تغيير وزير الصناعة على الفور في المرسوم التشريعي الذي صدر مع مطلع العام الحالي وشمل كذلك تغيير ثلاثة وزراء آخرين.

ترك تعليق

التعليق