ماذا يحدث في مدن الغوطة التي سقطت في قبضة نظام الأسد؟


شهدت الحياة المدنية داخل مدن كفربطنا وجسرين وحمورية وسقبا، في الغوطة الشرقية، عودة الهدوء المشوب بكثير من الحذر الشديد لدى الأهالي في تلك المناطق.

حيث أفاد مصدر خاص لـ "اقتصاد"، رفض الكشف عن اسمه، وهو من سكان مدينة كفربطنا والقاطنين فيها حالياً، أن نظام الأسد يقوم بإعادة تأهيل المدينة، حيث قام بتفعيل مخبز سقبا بطاقة انتاجية لم يحددها المصدر بالإضافة إلى تفعيل خدمات ترحيل الأنقاض والنظافة في الشوارع.

وكانت المدن المذكورة قد سقطت تحت سيطرة نظام الأسد خلال حملته العسكرية الأخيرة المدعومة بميليشيات إيرانية وغطاء جوي روسي.

وحول توفر المواد الغذائية في أسواق تلك المناطق، أكد المصدر أن النظام قام بإنشاء مركز تسويق يقوم من خلاله أصحاب المحال والبقاليات بتسجيل طلبات الشراء من جميع مكونات الأغذية من سكر ورز وطحين وبرغل وغيرها، وبدورها، تقوم مليشيات المصالحة في المدينة (جماعة بسام ضفدع)، بتأمين الطلبيات وفق سيارات تقوم بإدخال تلك المواد إلى المدن بعد موافقة "جيش الأسد" عليها، ووضع مرابح بسيطة، وقيامه بتفتيشها من معبر جسرين.

كما كشف المصدر عن بدء تشغيل المولدة المركزية في بلدة كفربطنا لتوفير الكهرباء بسعر يتراوح بين 100 و 125 ليرة سورية للكيلو الواط الساعي.

وحول أسعار المواد بتلك المناطق استطاع مراسل "اقتصاد" نقلاً عن المصدر تسجيل لائحة أسعار المواد بتاريخ 25 آذار/مارس:

ربطة الخبز: 65 ليرة سورية
رز مصري: 250 ليرة سورية
برغل: 200 ليرة سورية
السكر: 300 ليرة سورية
زيت أبيض: 325 ليرة سورية
السمنة: 300 ليرة سورية
قارورة ماء بقين سعة 1 ليتر: 50 ليرة سورية

كما استطاع المراسل تسجيل أسعار المحروقات نقلاً عن المصدر بتاريخ 25 آذار/مارس:

البنزين: 400 ليرة سورية
المازوت: 350 ليرة سورية
الغاز النظامي: 2500 ليرة سورية

من جانب آخر، قامت قوات النظام أمس السبت بشن حملة اعتقالات ضمن الأحياء في بلدة سقبا.

 وأفادت مصادر محلية في المنطقة أن أكثر من 150 شاباً هم قيد الاعتقال حالياً في مراكز مؤقتة أنشأتها مليشيات النظام على أطراف بلدة جسرين، حيث من المتوقع زجهم في جبهات النظام التي مازالت مشتعلة في مناطق الغوطة بالريحان ومزارع مسرابا ودوما. وتزداد المخاوف لدى الأهالي من البدء بعمليات انتقامية لمليشيات النظام في الأيام المقبلة بعد حملة الاعتقال هذه.

وحتى اللحظة مازال مصير هؤلاء الشبان مجهولاً، وسط تخوف كبير من زيادة الحملة التي تستهدف صفوف الشباب في تلك المناطق.

وكشفت مصادر محلية عن أن لجنة المفاوضات اتفقت مع قوات ميليشيا النمر على الدخول إلى سقبا ومن ضمن ما تعهدوا به هو عدم الاعتقالات، وعدم إخراج أحد إلى دمشق لتسوية وضعه وإنما تتم التسوية للشباب داخل سقبا، وتعهدوا بعدم المداهمات.

 وأضافت المصادر أن هذه الحالة بقيت خمسة أيام منذ بدء دخول قوات النمر إلى سقبا، وفي يوم أمس السبت طلب النظام اجتماعاً مع اللجنة وبلغوهم "أننا نحن قوات النمر دخلنا إلى سقبا وانتهت مهمتنا، هل وفينا بوعودنا؟، فأجابوهم نعم"، فكان الرد من النظام أن قوات النمر ستخرج وستدخل قوات الأمن العسكري، وطلبوا من اللجنة المدنية التفاهم معهم حول مصير المدنيين، وبالفعل خرجت قوات النمر من البلدة ودخلت قوات الأمن العسكري، وإلى الساعة السابعة من يوم السبت كان عدد المعتقلين حوالي 150 شاباً.

ترك تعليق

التعليق