مهجرو الغوطة في عفرين.. هل هو تغيير ديمغرافي؟


عقب وصوله إلى إدلب، اضطر الأربعيني أبو علاء أن يتوجه بعائلته إلى عفرين للسكن، مدفوعاً بعوامل عدة، في مقدمتها الهدوء النسبي الذي تعيشه عفرين وعدم تعرضها للقصف كما إدلب، إلى جانب خلوها من عناصر "هيئة تحرير الشام"، وصولاً إلى رخص الإيجارات فيها، على خلاف الإيجارات الباهظة في إدلب وفي جرابلس وإعزاز، كما يقول لـ"اقتصاد".

حال أبو محمد، هو حال نحو ألف عائلة من مهجري الغوطة الذين توجهوا إلى مدينة عفرين بدافع السكن مؤخراً، بعد وصولهم إلى الشمال السوري، على ما أكد الناشط الإعلامي من الغوطة، خالد أبو الهدى.

أبو الهدى وهو أحد المهجرين، أكد لـ"اقتصاد" أن انخفاض الإيجارات في عفرين إلى جانب استقرارها، دفع بهؤلاء إلى دخولها، مشدداً على عدم وجود نوايا أخرى لدى العائلات من قبيل التغيير الديموغرافي وما إلى ذلك.

وأضاف رداً على الجدل الذي يسود المنطقة جراء سكن هذه العائلات في عفرين، "لن نسمح لأنفسنا أن نكون وقوداً لمشاريع من شأنها التفريق ما بيننا كسوريين، وليس لنا أي مأرب أو غاية في عفرين أو غيرها، فهذه المناطق لأهلها".

ومؤكداً ما يعنيه أشار أبو الهدى إلى أنه على معرفة بعدد من العائلات التي خرجت من عفرين بعد فشلها في العثور على منزل للإيجار، علماً بأن هناك المئات من المنازل المقفلة.

المجلس المدني يرد

وللوقوف على حقيقة ما يجري عن كثب، التقى "اقتصاد" بعضو مجلس عفرين المحلي الذي شكل حديثاً، آزاد عثمان، الذي أكد  وصل أعداد وصفها بـ"الكبيرة" من نازحي الغوطة إلى منطقة عفرين كمجموعات صغيرة.

وأوضح أن هؤلاء انتشروا داخل مدينة عفرين، وناحية راجو، والمعبطلي، و جنديرس.

ولم يختلف تقدير عثمان لعدد العائلات التي دخلت عفرين عن تقدير الناشط الإعلامي خالد أبو الهدى، مبيناً أن الأرقام التقريبية للعائلات التي وصلت تقترب من  حاجز الألف عائلة، مستدركاً بالقول: "لكن الأعداد في تزايد بشكل يومي بالإضافة إلى بعض العائلات من مقاتلي الجيش الحر الذين سبقوا عائلات الغوطة".

وفي السياق ذاته، حذّر عثمان من آثار سلبية قد تنجم عن عمليات النزوح غير المنضبطة، وقال: "قد تخلق مشكلة مع أهالي المنطقة الذين يصلون تباعاً وبشكل يومي من جهة نبل والزهراء ومنطقة الشهباء، من العائدين لبيوتهم، لا سيما وأنهم سيجدون أن بيوتهم مسكونة وأنه ليس من السهل إخراج ساكنيها الجدد".

وأشار كذلك إلى اختلاف عادات وتقاليد أهالي الغوطة عن أهل المنطقة، وتحديداً بما يخص وضع المرأة وصلتهم بالدين.

واستطرد قائلاً: "كذلك لابد من الإشارة إلى أن المقاتلين الذين دخلوا عفرين مع عوائلهم من فيلق الرحمن، اصطحبوا معهم بعض الأسلحة الخفيفة وهذا قد يؤدي إلى كوارث"، كما قال.

 ومقترحاً الحل، اعتبر عثمان أنه "من الأفضل تنظيم عقود بين القاطنين الجدد ومكتب مكلف من المجلس المحلي، بوجود الشرطة المحلية وبالاتفاق مع الجانب التركي والحكومة المؤقتة، لحفظ حقوق أصحاب البيوت وممتلكاتهم".

وبسؤاله عما إذا كان يعتقد أن قدوم هذه العائلات جزء من مخطط للتغيير الديموغرافي، قال: "لا أعتقد أن الأمر مدروس أو يصب باتجاه التغيير الديموغرافي للمنطقة، ولا توجد معلومات بأن اتفاق ما تم من هذا القبيل".

وأنهى بالقول: "لكن هذا التدفق غير المنضبط سيصب في ذلك المنحى ويعززه وخاصة أن أعداد كبيرة من سكان عفرين يستعدون للعودة إلى بيوتهم رغم الصعوبات الكبيرة التي تعترضهم".

ترك تعليق

التعليق