جنوب دمشق.. لو تبقى الشرطة العسكرية الروسية!


جيش التعفيش، صفة اكتسبتها بجدارة قوات نظام الأسد الشغوفة بتعفيش وسرقة ممتلكات المدنيين من المناطق التي تم تحريرها من  "الإرهاب" بحسب توصيفهم.. لكن هذا الشغف وُجِهَ في بلدات جنوبي العاصمة دمشق (يلدا، ببيلا، بيت سحم)، بسطوة الشرطة العسكرية الروسية التي عملت ومنذ انتشارها في البلدات الثلاث على منع قوات النظام من القيام بأعمال سرقة أو التعدي على ممتلكات الأهالي بخلاف المشهد في المناطق المجاورة في مخيم اليرموك تحديداً حيث نفذ جنود النظام عمليات تعفيش واسعة لممتلكات المدنيين.
 
ويشار هنا إلى أن منطقة شارع بيروت وبساتين حي الزين والمنطقة المحيطة بمسجد أمهات المؤمنين في بلدة يلدا، تعرضت في الأيام الأولى من تنفيذ الاتفاق بين المقاومة ونظام الأسد، والذي نص على استلام قوات النظام لخطوط التماس مع تنظيم "الدولة الإسلامية"، قبيل البدء بإجلاء الفصائل والمدنيين الرافضين للتسوية مع النظام، تعرضت تلك المناطق لعمليات تعفيش قبل انتشار الشرطة الروسية في البلدات.

الحاج "أبو وليد" من سكان بلدة يلدا أكد لـ "اقتصاد" أن المناطق الفاصلة بين بلدة يلدا ومخيم اليرموك والحجر الأسود، تعرضت للسرقة من قبل عناصر النظام، "بعد أن استلمت قوات النظام خط التماس الفاصل بين يلدا والحجر الأسود ومخيم اليرموك والتي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة، وقبل أن تخرج فصائل الجيش الحر إلى الشمال بدأ عناصر الجيش النظامي بسرقة محتويات المنازل التي تركها قاطنوها بسبب العمليات العسكرية خاصة المنطقة المحيطة بمسجد أمهات المؤمنين في بلدة يلدا. في تلك المنطقة بالتحديد شاهدت الدبابات العسكرية وعلى ظهرها أدوات كهربائية. وبعد توسع قوات النظام في شارع بيروت كان مشهد الشاحنات العسكرية المحملة بالبرادات والغسالات محبطاً للأهالي الذين تأملوا خيراً بالضمانات الروسية للمنطقة".

يضيف "أبو وليد": "وبعد انتشار الشرطة الروسية وتثبيتها نقاط داخل البلدات لم يوفر العناصر الروس أي فرصة لإهانة جنود النظام  كان آخرها نشر صور تظهر عناصر الشرطة الروسية وهي تذل مجموعة من قوات النظام وتجبرهم على الانبطاح والركوع في سوق ببيلا أمام الأهالي بعد قيامهم بسرقة ممتلكات للمدنيين في البلدة وتشمل المسروقات أدوات كهربائية ونحاس حاول العناصر إخراجها من المنطقة".

وسبق هذه الحادثة اعتقال الشرطة الروسية في الأيام الأولى لانتشارها في البلدات الثلاث لضابط من قوات النظام وعدد من عناصره في شارع بيروت في بلدة يلدا على خلفية شكوى تقدم بها عدد من الأهالي ضد هؤلاء بسبب تشبيحهم على المدنيين وسرقة أدوات كهربائية من منازلهم.

 وبحسب مصادر محلية فإن عناصر الدورية الروسية طلبت من الأهالي إبلاغهم عن أي اعتداء من عناصر الجيش النظامي  وتقديم الشكوى لديهم دون الرجوع لقوات النظام.
 
موالون لنظام الأسد اتهموا روسيا بإهانة اللباس العسكري السوري موجهين موجة من الرسائل والتعليقات للقناة المركزية غير الرسمية لقاعدة حميميم الروسية حول المعاملة السيئة والإهانة المقصودة لعناصر الجيش والتي ردت بدورها على تساؤلات الموالين للنظام، "بكل تأكيد القوات الروسية لا تسمح بحدوث انتهاكات في المناطق التي تم تحريرها كما تلتزم الشرطة الروسية في إعادة الأمن والأمان لمناطق جنوب دمشق وسيتم التعامل بالقوة مع أي تمرد من قبل الأفراد المتورطين بانتهاك القانون ومن يساندهم في المناطق التي تم تحريرها بمشاركة القوات الروسية".
 
ويؤكد الحاج "أبو وليد" أن الوضع تغير بشكل جذري بعد دخول الشرطة الروسية إلى البلدات، والتي فرضت سيطرتها على المنطقة وبدأت بمعاقبة العناصر المتورطة بأعمال تعفيش وإهانتهم أمام الأهالي.

 وأردف "أبو وليد" قائلاً: "معظم الناس اليوم يتمنون بقاء الشرطة الروسية وعدم استلام قوات النظام للمنطقة بشكل كامل".

من جهته، يرى الناشط فراس الخطيب، أن بقاء الشرطة الروسية في بلدات جنوب العاصمة أمر مؤقت، محذراً من احتمال حدوث أعمال انتقامية بعد خروجها، ويضيف "بطبيعة الحال لا أعتقد أن الجنود الروس والذين هم أساساً قوة احتلال يسعون من وراء الحد من انتهاكات قوات النظام إلى كسب ود الأهالي، الموضوع فقط يقتصر على رغبة الروس بعدم حدوث انتهاكات في منطقة تحت سيطرتهم ووجودهم في المنطقة مؤقت لفترة لن تزيد عن ستة شهور. أتوقع بعدها حدوث أعمال انتقامية وتضييق بحق البلدات".
 
ويتابع الخطيب حديثه لـ "اقتصاد": "الروس يعرفون جيداً طبيعة قوات النظام غير المنضبطة، والتي هي أقرب إلى المليشيات. خلال عملية تهجيرنا من جنوب العاصمة صعد إلى حافلتنا ضابط روسي عرف عن نفسه بالنقيب تيمور وخاطب ركاب الحافلة محذراً إياهم بوجوب تواجدهم بالقرب من أمتعتهم خلال عملية تفتيشها من قبل عناصر النظام حتى لا تتحول عملية التفتيش لعملية تعفيش".

ترك تعليق

التعليق