حكاية مخدرات حزب الله مع النظام.. تفاصيل تكشفها شخصية موالية


حملة شرسة يقوم بها النظام على تجار المخدرات الذين يعرفهم بالفرد وبالاسم، بعد أن انتهت مهمتهم، في "تكييف" مقاتليه، وتغييبهم عن الوعي من أجل أن يموتوا دفاعاً عنه.

هكذا أوجز أحد الموالين للنظام، ومن المطلعين على ملف المخدرات في أجهزته، قصة ملايين حبوب الكبتاغون التي يعلن النظام عن القبض عليها يومياً، ولكن دون أن يقدم تجارها للمحاكمة والمساءلة، أو حتى دون أن يعلن ولو عن اسم أي من هؤلاء المتورطين في هذه التجارة الخطيرة.

يضيف هذا الشخص الذي طلب عدم الكشف عن هويته واسمه، في حديث خاص لـ "اقتصاد"، أنه بعد مرور عام على الثورة السورية، اتضح بأن المواجهة ستكون شرسة جداً مع المعارضة، وأن الكثير من المقاتلين سيهربون، بعد أن انشق الآلاف في الأشهر الأولى للثورة، لهذا جاء الاقتراح من حزب الله، أن يتم تزويد المقاتلين بالحبوب المخدرة، وهو ما سيدفعهم لأن يستسهلوا الموت، ويستبسلوا في الدفاع عن النظام.

ويتابع هذا الشخص الذي عمل لفترة داخل أجهزة حزب الله، أنه حتى العام 2012، لم تكن الحبوب المخدرة منتشرة سوى في الجيش، إذ كان يتم خلطها مع الطعام وتقديمها للجنود دون أن يشعروا، لكن بعد ذلك التاريخ اقترح حزب الله، أن يتم اختيار تجار بعينهم، وأن يقوموا بإشراف من النظام، بتوزيع هذه الحبوب على نطاق أوسع، وبشكل شبه مجاني، وبالذات على فئة الشباب في الجامعات، إذ أن هذه الفئة بحسب رأيه يجب أن تكون مغيبة عن الحدث السياسي، وأن لا يكون لها دور في تقييم الأوضاع الداخلية.

أما الانتقال لتجارتها داخل مناطق المعارضة، فيقول هذا الشخص أنه انطلقت خطة العمل بها بعد منتصف العام 2013، وكان الهدف منها تجارياً بحتاً، لسحب أموال الدعم التي كانت تتدفق بملايين الدولارات على هذه المناطق، مشيراً، ووفق معلومات أكيدة بحسب قوله، أنه حتى نهاية العام 2014، كانت الأرباح المحققة من تجارة حبوب الكبتاغون في مناطق المعارضة تقترب من المليار دولار.

ويشير هذا الشخص إلى أن السبب الذي دفعه لفضح هذه الممارسات التي قام بها النظام بمساعدة جزب الله، أنه فوجئ بأحد أولاده في الصف الحادي عشر، أنه مدمن على حبوب الكبتاغون، ويتعاطاها باستمرار منذ أكثر من عام، ولدى استفساره من ابنه عن كيفية الحصول عليها، تبين له أن أبناء الضباط من الطلاب، هم من يقومون بإدخالها إلى المدارس الثانوية، وهم من يوزعونها على زملائهم بالمجان.

ويتابع، أن هناك اليوم مشكلة كبيرة في سوريا وبالذات في مناطق الموالاة، اسمها الإدمان على حبوب الكبتاغون، سببها النظام وحزب الله بالدرجة الأولى، وهم المسؤولون أولاً وأخيراً عن انتشارها بين الناس، وكل ما يقومون به من مساعٍ لإعادة جمعها من موزعيها الذين يعرفونهم بالاسم، لن تجدي نفعاً حسب رأيه، لأن بعض هؤلاء التجار، بنى ثروة طائلة، وأصبح يمتلك ميليشيات خاصة به، وهم على استعداد لفتح مواجهة دامية مع الدولة، في سبيل المحافظة على أرباحهم.

ترك تعليق

التعليق