تجارة المخدرات في اللاذقية.. أبعاد طائفية وأمنية، إلى جانب المال


أصبحت تجارة المخدرات في الساحل السوري أمراً عادياً، يعمل بها عناصر يتبعون لأفراد من عائلة الأسد أو من أمن النظام. وتتكشف في كل يوم حجم هذه التجارة داخلياً وخارجياً. وتنتشر زراعة النباتات المخدرة علنياً في مدينة القرداحة وما حولها.

كميات هائلة من المخدرات تم الإعلان عن اكتشافها في المنطقة الساحلية خلال الأيام الماضية، وتبلغ قيمتها مئات ملايين الدولارات.

فخلال الأسبوعين الماضيين، وفقاً لمعلومات من داخل فرع الأمن الجنائي باللاذقية، تم ضبط مئات الكيلوغرامات من المخدرات المعدة للتصدير في مرفأ اللاذقية، كانت موضوعة ضمن أجهزة لسخين المياه "قاظانات"، وتم التحفظ على الجهات التي كانت تعمل على تصديرها، وهي معروفة لدى الجهات الرسمية ومديرية المرفأ.

كما ضبطت 1750 كغ من مادة الحشيشة ضمن سيارة على طريق اللاذقية طرطوس في 27 حزيران، وقدِّرت قيمتها بمبلغ 134 مليون ليرة سورية، وفقاً للخبرة التي أجرتها جنائية اللاذقية، ولم يكشف عن أسماء الأشخاص الذين كانت بحوزتهم.

وأيضاً وحسب نفس المصدر، تم القبض في دمشق على تاجر مخدرات من أبناء منطقة القرداحة، وكان بحوزته 110 كغ من الحشيش، واعترف بأن مصدرها تجار يتعامل معهم من محافظة اللاذقية.

وكان أحد مروجي المخدرات قد أقر بتعامله مع عدد من أبناء عائلة الأسد، حسب مصدر من داخل القصر العدلي في اللاذقية، وقال لقاضي التحقيق، "لماذا يتم القبض علينا مع أننا نعمل لحساب أبناء الأسد بينما هم يسرحون ويمرحون".

هذا وتشهد الأحياء التي تعتبر معارضة لنظام الأسد نشاطاً ملحوظاً وتجارة علنية للمخدرات.

وفي حديث خاص بـ "اقتصاد" مع أحد عمال المقاهي في حي من أحياء المدينة القديمة، قال: "يقوم موزعون معروفون بتبعيتهم للأفرع الأمنية أو بعملهم في خدمة شباب من آل الأسد بتوزيع الحبوب المخدرة والحشيش بأسعار مجانية، ويستهدفون الصبية والمراهقين لحملهم على التعاطي، ولا يجرؤ أحد على التعرض لهم، ونحن نعرفهم، وغالباً ما نراهم برفقة الدوريات الأمنية، ويتعاملون مع الأمن بصفة مخبرين، ويحصلون على معلومات من المدمنين مقابل الحصول على المخدر، ومن لا يتعامل معهم يأخذون منه أسعاراً عالية لقاء حاجته، ويكون عرضة للاعتقال في أية لحظة".

وأضاف: "تشكل تجارة المخدرات وترويجها مصدراً مهماً للدخل بالنسبة لعملاء النظام، ومصدراً للمعلومات أيضاً، وأحياناً يستغلونها من أجل تجنيد الشباب ودفعهم للتطوع بإحدى الجهات أو الميليشيات التي تقاتل إلى جانب النظام، وهم يستهدفون القضاء على الجيل الناشئ الذين يعتبرونه معادياً لهم، من أبناء السنة في المحافظة حصراً".

وحسب معلومات دقيقة حصل عليها "اقتصاد" يقوم النظام وبشكل منتظم بإرسال كميات كبيرة من المخدرات إلى المناطق المحررة في إدلب وحلب، ويتعامل مع تجار في الأماكن التي تقع تحت سيطرة الفصائل، ويقوم عملاء له محسوبون على الثورة بحمايتهم.
 
وأكدت مصادر عديدة من محافظة اللاذقية لـ "اقتصاد" وجود معامل لتصنيع المخدرات في مدينة القرداحة، وهذه المعامل تابعة لعائلة الأسد وهي علنية، كما أكدت ذات المصادر وجود مساحات كبيرة مزروعة بكافة أنواع النباتات التي تستخرج منها المخدرات "القنبز والكتان والشقائق والخشخاش" وهذه الحقول مملوكة لأفراد من عائلة الأسد وشاليش وعليها حراسة دائمة تمنع الاقتراب منها، وتقع هذه المزارع في الجهة الشرقية من القرداحة وعلى طريق القرداحة الجوبة، في المناطق البعيدة عن السكان المدنيين.

هذا وكانت قوات النظام قد اقتحمت إحدى المزارع المزروعة بالنباتات المخدرة في سهل الغاب، بعد انتشار صور مسربة لها على وسائل التواصل الاجتماعي وكشف أمرها.

ترك تعليق

التعليق