نشطاء أكراد يحذّورن من أن تسلم "الوحدات" النفط للنظام


منذ بدأت الأنباء تتوارد عن مفاوضات بين النظام السوري من جهة، وبين ما يسمى بـ"مجلس سوريا الديمقراطية" التابع لـحزب "الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD)" من جهة أخرى، لا يكف سياسيون ونشطاء أكراد عبر منصات التواصل الاجتماعي عن إطلاق التحذيرات والدعوات لانخراط بقية الأطياف السورية الكردية الأخرى في العملية التفاوضية.

ويعزو سياسيون تحذيراتهم هذه إلى الخشية من هيمنة النظام على الثروة النفطية، مؤكدين على عدم تمثيل حزب الاتحاد الديمقراطي"PYD" لكل الشرائح الكردية السورية.

وفي هذا الصدد دعا الأكاديمي والسياسي الكردي فريد سعدون إلى توسيع دائرة المفاوضات مع النظام السوري، حتى تشمل شخصيات اجتماعية وأكاديمية، وصولاً إلى كسر احتكار PYD للقرار الكردي.

ورأى عبر صفحته الشخصية "فيسبوك"، أن من الضرورة أن يكون الحوار شفافاً وليس في الغرف السرية، وأن تكون ورقة العمل معلنة.

وبدا واضحاً أن هذه الدعوات أحدثت انقساماً في الآراء، بين مشجع لها باعتبارها قد تحسن من شروط التفاوض مع النظام وتحديداً الاقتصادية منها، وبين محذر ومعتبر أن ما يجري بـ"المفاوضات داخل جهة واحدة"، ومنهم المسؤول الإعلامي في منصة "INT" الإعلامية، جوان رمو، الذي اعتبر أن النظام لن يسمح بتوسيع دائرة المفاوضات من خارج أحزاب "الإدارة الذاتية"، لأن الأحزاب التي تتولى المفاوضات من طرف الأكراد، هي أحزاب تعتبر امتداداً للنظام.

وفي حديثه لـ"اقتصاد" أشار رمو إلى تصريحات الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، التي اعتبرت فيها أن تسليم المناطق النفطية للنظام "أمر غير وارد"، وعلّق بالقول إن "تصريحات هؤلاء دائماً تؤكد أنهم سيفعلون العكس، وعلى ذلك هناك احتمال كبير لأن يتسلم النظام المناطق النفطية".

وفي هذا السياق، أكد الصحفي في شبكة "فرات بوست" صهيب الجابر لـ"اقتصاد" أن الإدارة الذاتية الكردية تستعد لضخ النفط والغاز من حقلي العمر والتنك إلى مصفاة التكرير في حمص ومصفاة بانياس، أما خط نقل الغاز، فسيكون من حقول العمر والتنك والجفرة، إلى معمل "كونكو" الواقع في منطقة سيطرة "قسد" بدير الزور، ومن "كونكو" إلى حقل التيم وبعدها إلى محطة "جندر" الحرارية التابعة للنظام في حمص.

وذكر أن من ضمن الشركات التي ستشرف على هذه العملية شركات تابعة لنظام الأسد مثل "إس تي جي إنجنيرنغ" و شركة "نكتوبروم إكسبورت".

الإعلامي الكردي شيرزان علو اعتبر أن النظام الذي قتل مئات الآلاف من الشعب السوري وشرد الملايين وزج الآلاف في السجون في سبيل البقاء في السلطة لا يمكنه الاعتراف بالحقوق الثقافية والسياسية والاقتصادية للأكراد.

وأشار في حديث خاص لـ"اقتصاد"، إلى أن "هذا التفاوض يتم بدون ضمانات دولية، ومن جهة أخرى بالرغم من أن مصير مناطق قسد هي بيد الأمريكان ولكن ما يدور في عقل أتباع الإدارة الذاتية هو إعادة المناطق (الأمانة) إلى النظام".

ترك تعليق

التعليق