انعكاسات فتح معبر نصيب على السوريين في مصر


بعد مضي عدة أسابيع على افتتاح معبر نصيب- جابر الحدودي بين سوريا والمملكة الأردنية الهاشمية، انتقل تأثير افتتاح المعبر ليتجاوز حدود البلدين.. فهل يعيد ذلك فتح خط النقل البري بين مصر وسوريا من جديد أمام حركة مرور الأفراد والبضائع وسيارات الشحن السورية العالقة في مصر منذ سنوات؟

"اقتصاد" حاول في هذا التقرير تسليط الضوء على أبرز الانعكاسات الاقتصادية لفتح هذا الخط البري على السوريين في مصر.

شروط عبور السوريين عبر الأردن.. ترانزيت

منذ أن أُعلن عن افتتاح المعبر، شهدت مجموعات وصفحات التواصل الاجتماعي للسوريين في مصر إعلانات عديدة لشركات سياحة وسفر مصرية وأخرى يديرها سوريون، تعلن عن تسيير رحلات برية من مصر إلى سوريا مروراً بالأردن في باصات سياحية، ومركز انطلاقها مدينة السادس من أكتوبر والتي تضم العدد الأكبر من السوريين في مصر.

 وأُعلن أن أول رحلة ستكون بتاريخ 25/10. واعتقدَ الجميع أن المرور سيكون للسوريين من حملة الإقامة السنوية متاحاً، وبخاصة أنه سُمح للأردنيين بالدخول إلى سوريا، دون اشتراط الحصول على تأِشيرة دخول. لذا راهن الكثيرون، على مبدأ المعاملة بالمثل، في أن يتم السماح بدخول السوريين إلى الأردن دون تأشيرة. ولكن هذا لم يحدث، فنظام الأسد آخر ما يهمه المواطن السوري.

وقد أصدرت وزارة الداخلية الأردنية بياناً ذكرت فيه أن الدخول إلى الأردن، حتى في حالة "ترانزيت"، يحتاج موافقة أمنية مسبقة للسوريين من السفارة الأردنية أو  عبر طلب الاستقدام الذي يمكن لأي شخص من داخل الأردن أن يقوم بتقديمه عن طريق وزارة الداخلية. وكلما دعمت طلبك بأسباب أقوى، زادت احتمالية الموافقة، مثلاً (استقدام للعلاج). ونتيجة الطلب تظهر خلال 15 إلى 20 يوماً، ويكون  الاستقدام للأقارب بالدرجة الأولى (أب - أم - ابن).

وحدد بيان الداخلية الأردنية من لا يحتاجون إلى موافقة أمنية من السوريين، على سبيل الحصر، بالحالات التالية:

حاملو الإقامات في إحدى دول الخليج.
الحاصلون على تسجيل في جامعة أردنية مرفقة بموافقة أمنية من وزارة الداخلية.
القادمون بغرض الدراسة أو العلاج مع ما يثبت ذلك.
يُسمح للسوري الحاصل على بطاقة مستثمر بالدخول بدون موافقة مسبقة وبإدخال سيارته الخاصة.
أرباب الأسر والمهنيين الذين قضوا مدة طويلة في الأردن.
أبناء الأردنيات "القُصر"، والسوريات المتزوجات من أردنيين، والسوريين المتزوجين من أردنيات.
يُسمح للمواطن السوري بإدخال سيارته الخاصة التي لا تحمل لوحة سورية على أن تكون أوراقها القانونية كاملة وضمن قوانين الجمارك سواء كانت قادمة للأردن أو عابرة عبر أراضيه.
يُسمح لسائقي السيارات السورية العمومية بالدخول للأراضي الأردنية لنقل المسافرين دون موافقة مسبقة.
الحاصلون على تصريح عمل.
الفنانون الذين تلقوا دعوة من جهة معينة.

وقد فوضت رئاسة الوزراء الأردنية رؤساء البعثات الدبلوماسية الأردنية في الخارج، بصلاحية منح تأشيرات الدخول للمرضى الوافدين للعلاج حيث تمنح التأشيرة للمرضى ومرافقيهم، على ألا يزيد عدد المرافقين عن أربعة أشخاص لأقارب المريض من الدرجة الأولى، إضافة إلى الأطفال القصر. ويحصل المريض على التأشيرة خلال 48 ساعة، بعد الاطلاع على التقارير الطبية التي يقدمها.

عودة الترانزيت البري بين مصر وسوريا

 لا يتوقف الأمر على الترانزيت والنقل البري الخاص بين مصر وسوريا، وإنما يتعداه لجوانب اقتصادية وسياسية أكبر وهذا ما يمكن ملاحظته بعد تصريحات رئيس جمعية رجال الأعمال الأردنيين، حمدي الطباع، عن مباردة  لرجال الأعمال المصريين لإنشاء تحالفات للمشاركة في مشروعات إعادة إعمار سوريا، خلال زيارتهم للأردن، قبل افتتاح المعبر بعدة أيام. ويُتوقع أن تكون المساهمة المصرية بتوريد مواد البناء غير المتوفرة بالأردن أو دول جوار سوريا، إضافة لتوريد اليد العاملة لمشروعات التعمير بسوريا.

 وقد علم "اقتصاد" من مصادر خاصة أن أولى رحلات النقل البري عبر الشاحنات من مصر إلى سوريا سيتقدمها رجال أعمال مصريون وسيقدمون أجهزة كمبيوتر ومعدات تقنية كهدية لحكومة الأسد، كما أفادنا المصدر.

وبالعودة إلى تأثر قطاع الترانزيت بفتح معبر نصيب، تحدث "اقتصاد" مع "حسام"، وهو سائق ومالك سيارة شحن سورية مقيم في مصر، واستطلعنا منه رأيه عن التغييرات التي ستطرأ على هذا الجانب، فأجابنا: "أنا ومعظم سائقي ومالكي شاحنات الترانزيت السوريين في مصر مضى سنوات لم نعد بها إلى سوريا بعد إغلاق المعبر. والآن سنعود لعملنا من جديد لنقل المنتجات والبضائع بين سوريا ومصر. وسابقاً كان يحتاج سائق الشاحنة للسفر إلى سوريا بشاحنته أن يكون من حملة الإقامة السنوية في مصر أو أن يتقدم بطلب موافقة أمنية للسفر إلى الأردن  لما يعرف بـ (الجسر العربي) في مصر وهم ينظمون عملية الترانزيت ويقومون بتسهيل الحصول على الموافقة الأمنية من السلطات الأردنية، وعند العودة من سوريا إلى مصر يتوجب للسماح بالمرور عبر الأردن الحصول على فيزا من السفارة المصرية بدمشق لمن ليس لديه إقامة مصرية، وحالياً يمكن لسائقي الشاحنات الدخول إلى الأردن بسياراتهم دون الحاجة لموافقة أمنية مسبقة".

ولدى سؤالنا عن تكلفة نقل الأثاث المنزلي للسوريين الراغبين بذلك، أجابنا: "حالياً يتم الشحن عبر البحر بمبلغ وقدره 100 دولار أمريكي للمتر المكعب الواحد وهذا يعني أن متوسط المبلغ لعفش كامل قرابة 1500 دولار أمريكي ولكن النقل عبر البر سيكون أقل بأكثر من النصف تقريباً".

 ويختم "حسام" حديثه لـ "اقتصاد" بتأكيد أن فتح المعبر سيعيد لهم عملهم الذي توقف لسنوات وتضرروا خلالها مادياً بشكل كبير، متوقعاً أن يزدهر هذا القطاع بالأشهر القادمة بين سوريا ومصر عبر تبادل للبضائع والمنتجات بين البلدين.


ترك تعليق

التعليق