سامر الفوز يزاحم سليمان معروف.. ويغزو البنوك الإسلامية


لا يكاد يمر شهر، منذ العام الماضي إلى اليوم، دون خبر يتحدث عن استحواذ جديد لرجل الأعمال الصاعد من عمق الأزمة السورية، سامر الفوز. حيث تناقلت وسائل الإعلام مؤخراً، خبراً عن شرائه مجموعة كبيرة من أسهم بنك البركة سوريا، تعادل أكثر من 1 بالمئة من مجمل أسهم البنك في صفقة بلغت قيمتها نحو مليار ليرة سورية.

غير أن الخبر الأهم، هو ما قام به سامر الفوز مطلع الشهر الماضي، عندما اشترى أسهماً تعود لبنك سوريا الدولي الإسلامي، بقيمة نحو 9 مليارات ليرة سورية، ليستحوذ على حصة تعادل أكثر من 6 بالمئة من مجموع أسهم البنك.

وكما هو معروف، فإن بنك سوريا الدولي الإسلامي، هو أحد فروع بنك قطر الإسلامي، ويملك رجل الأعمال المقرب من بشار الأسد، سليمان معروف، حصة تعادل نحو 20 بالمئة منه، وكان يحتل قبل العام 2011، صدارة البنوك الخاصة في سوريا من حيث الأرباح والإيداعات، قبل أن ينتزع منه هذه المكانة بنك البركة الإسلامي، في العام 2013، الذي تعود ملكيته لرجال الأعمال السعودي الشهير، الشيخ صالح كامل، ويعتبر جزءاً من سلسلة بنوكه حول العالم الإسلامي التي تحمل جميعها اسم "البركة".

ويثير توجه سامر الفوز نحو شراء حصص كبيرة من أسهم البنوك الإسلامية في سوريا، الكثير من التساؤلات، سيما وأن هذه البنوك تعود أصولها جميعاً إلى دول الخليج العربية، إذ أن بنك الشام الإسلامي، أول البنوك الإسلامية في سوريا، تعود تبعيته كذلك لأحد البنوك الكويتية، الذي يملك حصة فيه تعادل 50 بالمئة وما تبقى لرجال أعمال سوريين.
 
ومنذ تم الإعلان في شهر آذار من العام الماضي، عن قيام سامر الفوز بشراء حصة الوليد بن طلال في فندق الفورسيزون بدمشق، دون أن يتم الكشف عن حجم الصفقة، قام بعدها الفوز بعدة استحواذات، كان أبرزها شرائه لمطعم نادي الشرق بدمشق، من رجل الأعمال موفق القداح بقيمة 5،5 مليار ليرة سورية، وكذلك استحواذه على شركة حديد حميشو، أو حصة كبيرة منها، بالإضافة إلى شرائه لعدة منشآت ومشاريع سياحية كبيرة في سوريا، لم يتم الكشف عنها جميعاً، وأغلبها يعود لرجال أعمال هاجروا من البلد، بعد انطلاق أحداث الثورة السورية في العام 2011.

ومؤخراً، أعلن الفوز عن تأسيسه لشركة طيران خاصة، تحمل اسم "أمان"، وسوف تقوم بتسيير رحلات إلى العديد من دول العالم.

ويعتقد الكثير من المراقبين، أن الأموال الطائلة التي يستثمرها سامر الفوز في سوريا، لا يمكن أن تكون خاصته، فهو قبل العام 2013 لم يكن سوى رجل أعمال صغير يملك معملاً لتعبئة المياه في تركيا، ثم في ذلك العام ارتبط اسمه بجريمة قتل شنيعة في تركيا، استطاع أن ينجو من عقوبتها بأعجوبة، حيث عاد بعدها إلى سوريا وبدأ اسمه في الصعود بطريقة مثيرة للشبهة.

لذلك لا يستبعد هؤلاء المراقبون أن يكون الفوز يعمل لصالح بشار الأسد ذاته، ويقوم باستثمار أمواله الخاصة، لأنه يحظى بحصانة وصلاحيات كبيرة، لا يملكها غيره من رجال الأعمال، سوى رامي مخلوف.

ترك تعليق

التعليق