خبر للترفيه: سامر الفوز، رئيساً لسوريا


وقعنا على الخبر بالصدفة، ورغم أنه خبر قديم نسبياً، إذ يعود إلى ما قبل أسبوعين تقريباً، إلا أنه لم يلق قدراً كافياً من الرواج، لذا بقي حبيس بعض وسائل الإعلام المحدودة. ورغم عدم موثوقية الخبر، وعدم تمتعه بالقدر الكافي من الموضوعية والعقلانية، إلا أننا وجدنا فيه صفة واحدة فقط، قد تجعله مناسباً للنشر وتسليط الضوء عليه، وهو إشباع رغبة القارئ بالترفيه والمتعة، وشيء من التسلية.

الخبر يقول، إنه صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، نشرت تقريراً مطولاً عن رجل الأعمال الموالي للنظام، سامر فوز، تقول إنه مرشح لخلافة الأسد، في رئاسة سوريا!

كان المصدر العربي الرئيس الذي أضاء على هذا الخبر في الصحافة العبرية، هو صحيفة "رأي اليوم"، التي يديرها الصحفي الفلسطيني، عبد الباري عطوان، والذي عُرف بدفاعه عن نظام الأسد، وموقفه السلبي ضد ثورات الربيع العربي.

ونشير هنا إلى أن "اقتصاد" لم يُتح له الإطلاع على النص الأصلي للخبر في الصحافة العبرية.

الخبر الذي نشرته الصحيفة العبرية، وفق "رأي اليوم"، كان بقلم مستشرقة إسرائيلية، اسمها سمدار بيري، تعمل محللة لشؤون الشرق الأوسط، قالت إنها بنت معلوماتها على مصادر في المخابرات الإسرائيلية، وأيضاً في مخابرات دول غربية، لم تُسمها. وحسب المحللة الإسرائيلية، فإن "فوز" المقرّب جداً من بشار الأسد وشقيقه، ماهر، بدأ يُعدّ العُدّة لتسلّم "الرئاسة السورية".

وأضافت "رأي اليوم" نقلاً عن الخبر المزعوم في الصحيفة العبرية، بأن "فوز" مُقرّب جداً من إيران، ويقوم بإبرام صفقات أسلحة معها، بالإضافة إلى علاقاته العميقة مع روسيا، ومع دولة الإمارات العربيّة المُتحدّة، حيثُ يُقيم أحياناً هناك بسبب أعماله.

وفيما قللت "رأي اليوم" من موضوعية الخبر بالصحافة العبرية، نقلت في الوقت نفسه، عن مصدر سوري وصفته بأنه واثق الإطلاع، وعلى صلة بطبقة رجال الأعمال السوريين، بأن تسليط الصحافة الإسرائيلية مؤخراً بعض الأضواء على رجل الأعمال الشاب، سامر فوز، هو مجرد "تخبط ومحاولة استدراج لفهم الحضور القوي للأخير في معادلة التجارة والمستوردات السورية".

واستبعدت "رأي اليوم" حسب مصادرها، أن يكون "فوز" مرشحاً من أي جهة لخلافة بشار الأسد أو لتولي أي موقع في الصف الأول، مشيرة إلى أن أوراق "فوز" تتحضر على الأرجح لتولي مهام محتملة في أي حكومة تكنوقراط تعتمد على القطاع الخاص في حال الانتقال لمستوى إعادة الإعمار، حسب وصف الصحيفة.

وكانت التعليقات على خبر "رأي اليوم"، تنم عن وعي وإطلاع في أوساط معظم المعلّقين يتجاوز ما تمتلكه المستشرقة الإسرائيلية المزعومة، التي كتبت الخبر الرئيس في "يديعوت أحرنوت"، حسب صحيفة "عبد الباري عطوان".

وقال أحد المُعلّقين على خبر الصحيفة: "ما أسهل أن يكتب المرء ما يحلو له وينسبه هكذا إلى مصادر مجهولة يصفها ب “الاستخباراتية” ولكن لا يفعل ذلك من يحترم نفسه ويحترم قرّاء مقالاته ؟!".

وأضاف: "الجميع يعلم أن سامر فوز مقرَّب من النظام في سوريا فليس هذا بسرٍّ ، وجميع الأطراف المٓعنيَّة ، في الداخل وفي الخارج كذلك يعلمون أن السلطة حكر على طائفة محددة بل على فئة معيَّنة داخل هذه الطائفة ، بل على شخص بعينه داخل هذه الفئة قد توافقت عليه جميع القوى الكبرى وإن تظاهر بعضها بعداوته للنظام عموماً أو لذلك الشخص خصوصاً..".

فيما علّق آخر: "مسكين حكموا عليه بالإعدام"، في إشارة إلى سامر فوز.

وعلّق ثالث: " هذا المقال – فانتازي – وساحة للتهريج ويعج بالمتناقضات..".

وعلّق آخر: "استبعد كثيرا هذا الطرح لان بشار الاسد لن يترك السلطة او الحكم الا لنجله الشاب حافظ الاسد".

فيما حذّر معلّق: "الحديث عن الأمر من قبل اسرائيل لا يعدو كونه أسلوب عله يضع فوز في قائمة القتل بحيث يتخلص منه النظام في سوريا بطريقة ما كما حصل ما العديد من الشخصيات، وبتلك الطريقة وعبر عملية فبركة يخسر النظام أحد أبرز شرياناته الاقتصادية عبر أن يتخلص منه بنفسه خوفاً من طمع فوز المزعوم بالسلطة".

ومنذ عامين تقريباً، يثير سامر فوز، الجدل، حول صعوده المتسارع، خاصة بعد شراءه حصة الوليد بن طلال، في فندق فورسيزنز بدمشق، منذ عام.

وفيما وصفت صحيفة "رأي اليوم" سامر فوز بـ "الملياردير"، لا توجد مصادر موثوقة توضح الحجم الحقيقي لثروته.
 
ويعتقد مراقبون كُثر أن "سامر فوز" عبارة عن واجهة لأعمال بشار وشقيقه ماهر.

وقالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية العام الماضي إن "فوز" يعتبر من الدائرة الضيقة المحيطة ببشار الأسد.

ومنذ شهرين، أضاف الاتحاد الأوروبي، اسم "سامر فوز"، وشركاته، إلى قائمة الأفراد والشركات المشمولين بعقوبات الاتحاد الأوروبية، لدورهم في الصراع السوري.

وشملت قائمة العقوبات الأوروبية حينها، كلاً من أنس طلس، نذير أحمد جمال الدين، مازن الترزي، سامر فوز، خلدون الزعبي، حسام القاطرجي، باسر محمد عاصي، خالد الزبيدي، حيان محمد ناظم قدور، معن رزق الله هيكل ونادر قلعي.

كانت الإدارة الأمريكية قد فرضت عقوبات على "فوز" في العام 2018، بسبب دعمه لحكومة الأسد.


ترك تعليق

التعليق