أسوشيتد برس: سخط في سوريا بسبب تفاقم نقص الوقود جراء العقوبات الأمريكية


قالت وكالة الأنباء الأمريكية "أسوشيتد برس"، إن السوريين الذين يقطنون المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الأسد، ونجوا من الحرب المستمرة منذ ثمان سنوات، يواجهون حالياً آفة جديدة: نقص واسع النطاق في الوقود، ما أصاب الحياة في المدن الكبرى بحالة من الشلل.

وقبل الفجر، تتشكل طوابير طويلة من مئات السيارات أمام محطات الوقود، وكذا صفوف طويلة من أشخاص ينتظرون دورهم في شراء حصص من غاز الطهي.

ويضطر سائقو سيارات الأجرة إلى عبور الحدود إلى لبنان لتخزين الوقود، وبالتالي يضاعفون تعريفة الركوب.

وتتسنى كذلك رؤية سائقين أوقفوا سياراتهم جانباً لأن خزانات الوقود بها باتت خاوية.

ويعود نقص الوقود بشكل عام إلى العقوبات الغربية المفروضة على نظام الأسد، وكذا إعادة فرض العقوبات الأمريكية على إيران، الحليف الرئيسي لنظام الأسد.

غير أن نقص الوقود أجج انتقاداً علنياً نادراً لحكومة بشار الأسد في حين يحقق إلى حد بعيد نجاحاً في قمع الانتفاضة المستمرة منذ ثمان سنوات ضد حكمه.

فرضت العقوبات الغربية بعدما دشن الأسد حملة عنيفة ضد تظاهرات الربيع العربي عام 2011، وعرقلت صناعة النفط في البلاد، والتي كانت توفر 20 بالمائة من إيرادات الحكومة.

وطوال سنوات الحرب، سقطت حقول النفط السورية في أيدي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ثم قوات كردية تدعمها الولايات المتحدة.

وكانت إيران، التي توفر دعماً عسكرياً حيوياً للأسد، فتحت خط ائتمان بقيمة 3 مليارات دولار لإمدادات النفط لسوريا عام 2013.

وساعدت روسيا، الحليف الرئيسي الآخر للأسد، في تغطية النقص في غاز الطهي.

غير أن المساعدة الإيرانية تنضب على ما يبدو في حين عاودت الولايات المتحدة فرض عقوبات قاسية على إيران بعدما قرر الرئيس دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وفي نوفمبر / تشرين ثان الماضي، أضافت وزارة الخزانة الأمريكية شبكة من الشركات الإيرانية والروسية إلى قائمتها السوداء لشحن النفط إلى سوريا، وحذرت من "مخاطر كبرى" مرتبطة بخرق العقوبات.

ويقول مسؤولون سوريون إن واردات النفط توقفت في أكتوبر/تشرين أول وناشدوا التحلي بالصبر.

كانت سوريا تنتج 350 ألف برميل يومياً قبل الحرب وكانت تصدر أكثر من نصفها. وقال مصطفى حصوية، وهو رئيس شركة توزيع وقود حكومية، إن إنتاج سوريا يصل الآن إلى حوالي 24 ألف برميل يومياً، وهو ما يغطي جزءاً صغيراً فقط من الاحتياجات المحلية.

وصرح حصوية لمحطة الإخبارية التلفزيونية التابعة للنظام، "إنها حرب اقتصادية شرسة ضدنا".

في وقت سابق من هذا الشهر، قيدت حكومة النظام الوقود للسيارات الخاصة بـ 120 لتراً في الشهر. أمس الاثنين، حددت شراء الوقود بـ 20 لتراً كل خمسة أيام. ويُسمح للأسر باستخدام اسطوانة غاز سعة 8 كيلوغرام (18 رطلاً) كل 23 يوماً من خلال نظام البطاقة الذكية الذي تم تقديمه الشهر الماضي. وأُمرت محطات الوقود أن تظل مفتوحة على مدار الساعة لكن الكثير منها غير قادر على ذلك.

ويلقي المسؤولون باللوم على العقوبات في نقص الوقود، لكن العديد من السوريين يشيرون إلى سوء إدارة حكومة النظام والفساد.

وأثار تعامل حكومة النظام مع الأزمة انتقادات واسعة النطاق، حتى في وسائل الإعلام الموالية وفي مجلس الشعب التابع للنظام.

ترك تعليق

التعليق