رمضان السوريين، صائم عن الحوالات.. ماذا يعني ذلك بالنسبة لليرة؟


أقرت أشهر منصة لرصد أسعار العملات في سوريا، بأن شحاً كبيراً أصاب الحوالات اليومية القادمة إلى سوريا، رغم أن شهر رمضان يُعتبر موسماً لحوالات المغتربين، حيث كانت شركات ومكاتب الصرافة تعاني من ازدحام كبير لتسليم حوالات المغتربين، في مثل هذه الأيام، في السنوات السابقة.

وقالت "سيرياستوكس"، إن "شركات الحوالات إلى حد الآن (صفر اليدين).. علماً أن معظم الحوالات تكون قبل شهر رمضان المبارك بأسبوع وأول أسبوع من الشهر الفضيل.".

وأضافت المنصة "من الملاحظ الشح الكبير الحاصل بقدوم الحوالات هذا العام والتي خالفت كافة التوقعات، بالمقارنة مع الأعوام السابقة والازدحام الكبير الذي كان يحصل على أبواب شركات الصرافة".

وفي استطلاع لآراء متابعيها، سألت المنصة عن أسباب شح الحوالات، بعد أن حصرتها، بصورة رئيسية، في سببين محتملين، "الفارق الكبير بين سعر صرف الحوالات بمصرف سوريا المركزي والسوق السوداء"، و"الأوضاع التي يعيشها المغتربون بالخارج".

وختمت المنصة بالسؤال "أم يوجد أسباب أخرى؟".

وقد استقبل بوست المنصة، عبر صفحتها على "فيسبوك"، مئات التعليقات، أجمعت في غالبيتها على أن السبب الرئيس لشح الحوالات القادمة عبر مكاتب وشركات الصرافة المُرخصة، هو الفارق الكبير بين السعر الرسمي لـ "دولار الحوالات"، المحدد من قبل مصرف سورية المركزي، بقيمة 434 ليرة، وبين سعر الدولار في السوق السوداء، والذي يتجاوز اليوم حاجز الـ 570 ليرة، أي بفارق أكثر من 136 ليرة، في كل دولار واحد. أي أن من يحوّل 100 دولار لقريبه في الداخل، ويرسله إليه عبر القنوات "الرسمية"، يخسر 13600 ليرة، كحد أدنى.

وأشار عشرات المُعلقين إلى أن معظم السوريين في الداخل يتلقون حوالات أقاربهم المغتربين عبر قنوات غير رسمية، "تجار، وسماسرة تحويل غير مرخصين"، لتجنب خسارة جزء كبير من المبالغ المحولة لهم، في حال استلامها عبر مكاتب الحوالات المرخصة.

فيما أشارت بعض التعليقات إلى أن فئة من السوريين تتسلم حوالاتها من أقاربها في الخارج، عبر لبنان، إما عبر وسطاء يوصلونها للداخل السوري، أو عبر السفر إلى لبنان لاستلامها بالدولار هناك، إن كانت المبالغ كبيرة.

وفيما هاجمت فئة صغيرة جداً من المعلقين، منصة "سيرياستوكس"، متهمةً إياها بأنها تريد الدفع بالدولار للارتفاع على حساب الليرة السورية، عبر الحديث عن شح الحوالات، ردّ معلقون آخرون بالسخرية من أداء المركزي، وحكومة النظام. وذهب بعضهم إلى السخرية من رأس النظام ذاته، وشتمه.

كانت الزميلة "زمان الوصل" قد نشرت قبل أسابيع تقريراً يستند إلى مصادر متقاطعة، قالت إن المركزي اللبناني، وبطلب أمريكي، بدأ بالامتناع عن تمرير الحوالات المالية إلى سوريا بالقطع الأجنبي، وخصوصاً الدولار، مما حرم نظام الأسد من حوالي 90 مليون دولار شهرياً، كانت تصله عبر لبنان.

وكان النظام عبر مصرفه المركزي، يُسلّم السوريين حوالاتهم الآتية من الخارج، بالليرة السورية، وبسعر صرف محدد من جانبه، يقل كثيراً عن سعر السوق السوداء، ويسلبهم دولاراتهم، ليحولها إلى خزينته.

وسبق أن أقرّ حاكم المركزي الأسبق، أديب ميالة، بأن حوالات المغتربين إحدى روافد الخزينة، الرئيسية.

وتذهب تقديرات إلى أن إيرادات المركزي من الحوالات سنوياً، قد تتجاوز المليار دولار. وكانت طوال السنوات الثمان الماضية، إحدى عوامل دعم الليرة، ومنع تدهورها بشكل دراماتيكي.

لذلك إن صحت المعلومات التي نشرتها "زمان الوصل" قبل أسابيع، فهذا يعني ضربة قاسية للغاية، لخزينة النظام، ولليرة السورية.

ويبدو أن المعلومات الأولية في الداخل السوري، تدعم صحة هذه المعلومات.

وتطرح الأنباء عن شح الحوالات، بخلاف مواسم رمضان الفائتة، أسئلة عن مصير الليرة السورية، بعد موسم رمضان، الذي تهدأ فيه تعاملات أسواق العملة، عادةً. فإن لم تكن هناك دفقات قوية من الحوالات حتى نهاية الشهر، فهذا يعني أن الليرة على موعد مع تدهور جديد، على الأغلب. ناهيك عن أن ذلك يعني، تجفيف واحد من أبرز مصادر تمويل خزينة النظام.



ترك تعليق

التعليق