تلويح النظام بورقة مطار دمشق.. خطوة عبثية أم ابتزاز لإيران؟


لم تعد عقود بيع المنشآت السورية من قبل النظام السوري لروسيا وإيران، خافية على أحد، وسط رفض واسع لها من قبل المعارضة.

فبعد تأجير ميناء طرطوس للروس لمدة 49 عاماً، قابلة للتجديد، بدأ النظام بالتمهيد لتأجير مطار دمشق الدولي لشركات روسية، تحت ذريعة تطوير المطار بمسمى عقود استثمارية.

وفي التفاصيل، لم يستبعد مدير مطار دمشق الدولي، المهندس نضال محمد، أن تستثمر شركات روسية المطار.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها محمد لوسائل إعلامية موالية، أوضح فيها أن نظامه قد يلجأ لهذه الخطوة "نتيجة العجز والحالة المتردية التي يشهدها المطار على المستوى الفني والخدمي، من ناحية الخدمات والتكييف واﻹنارة وغيره".

وأضاف أن مبنى الركاب في المطار عمره أكثر من 40 سنة وأنه بحاجة للتبديل، كاشفاً عن اجتماعات مع شركات روسية لبحث تطوير المطار، موضحا أنه "لم يتم اتخاذ قرار بعد".

خطوة عبثية

وفي تعليقه على ذلك، استبعد الباحث والمحلل الاقتصادي، يونس الكريم، أن يقدم النظام على هكذا "خطوة عبثية"، معتبراً أنه من الصعب جداً خصخصة مطار دمشق الدولي لأسباب كثيرة، في مقدمتها إضعاف سلطة النظام السياسية والاقتصادية على العاصمة تحديداً.

وقال لـ"اقتصاد" إن خطة النظام تقضي بتحويل دمشق إلى ملاذ استثماري آمن، وهذا الأمر يتطلب وجود بينة تحتية متطورة، وعلى رأسها المطار، ما يجعل من الصعب جداً على النظام أن يقدم على هذه الخطوة.

وعن الأسباب الأخرى، أكد الكريم أن النظام لن يتنازل عن البوابة التي تتحرك من خلالها شخصياته المطلوبة للمحاكم الدولية، أي أن سيطرة شركات غير سورية على هذا المطار يجعل النظام في خطر نوعاً ما.

ومعلوم أن مطار دمشق الدولي هو من مناطق النفوذ الإيراني في سوريا، وهنا، هل تقصد النظام التلويح بهذه الخطوة لإيصال رسائل لطهران؟

ابتزاز إيران

وفي إجابته على ذلك، يعتقد الخبير الاقتصادي والمفتش المالي منذر محمد، أن النظام أثار عن عمد الحديث عن نواياه بتأجير المطار للروس، بهدف دفع إيران لتقديم المزيد من العون الاقتصادي له، وتحديداً في الشق المتعلق بالمحروقات.

وفي حديثه لـ"اقتصاد" لفت محمد إلى تزامن الحديث عن تأجير أو استثمار مطار دمشق الدولي من قبل شركات روسية، مع وصول شحن نفط إلى النظام من إيران.

وقال "يبدو أن كمية النفط التي وصلت الأسد ضئيلة، ولا تغطي حاجة السوق، ومن هنا نستطيع القول أن ما يجري ليس أكثر من ابتزاز لإيران".

وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت عن مصدر مطلع، تأكيده أن سوريا تلقت الأسبوع الماضي إمدادات نفطية من الخارج هي الأولى في ستة أشهر مع وصول شحنتين، إحداهما من إيران.

ترك تعليق

التعليق