من يحرق محاصيل السوريين..؟


من يتابع وسائل إعلام النظام في تغطيتها لأخبار الحرائق التي تلتهم المحاصيل الزراعية للسوريين في المنطقة الشرقية والشمالية الشرقية، يشعر وكأن من يتحمل المسؤولية الأولى في هذه الحرائق، هم الفلاحون الذين لا يتبعون وسائل السلامة لحماية محاصيلهم.

وتنأى هذه الوسائل عن توجيه أي اتهام لفاعل، كما وتصور هذه الحرائق على أنها كغيرها التي تشتعل عادة في فصل الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة، أو نتيجة لإهمال غير متعمد.
 
أما على مستوى وسائل إعلام المعارضة فالأمر مختلف، فهي ترى أن هذه الحرائق متعمدة وتقوم بها جهات موالية محددة، ولكن تختلف هذه الوسائل في تحديد هوية الفاعل بالضبط نظراً لتنوع الصراع في المنطقة الشرقية، ووجود أكثر من جهة تحارب الأخرى، وتسعى للضغط عليها، فالبعض يرى أن الإدارة الذاتية الكردية، هي المسؤول عن هذه الحرائق كونها تقع في مناطق سيطرتها وتهدف من خلالها لمنع وصول هذه المحاصيل للنظام، بتوجيهات أمريكية، إلا أن ما يسمى بالإدارة المدنية في الطبقة أصدرت بياناً نفت فيه مسؤليتها عن الحرائق واتهمت بها تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي بدوره أصدر بياناً تبنى فيه المسؤولية، إلا أن الكثيرين شككوا بصدق بيانه، كونه صدر عن شبكة "نبأ"، بينما من المعروف أن التنظيم يستخدم وكالة "أعماق".

والبعض الآخر يرى أن إيران هي من تقوم بإشعال هذه الحرائق، في إطار حربها مع أنصار أمريكا في المنطقة، وبالذات التنظيمات الكردية الموالية لها.. وهناك من يرى أن النظام هو من يقوم بإحراق الأراضي الزراعية، وذلك بعدما تبين له أن الفلاحين لن يبيعوا محاصيلهم له، كما في السنوات السابقة، وللضغط من جهة ثانية على تنظيم الاتحاد الديمقراطي الكردي المسيطر على المنطقة الشرقية، والذي كان في السنوات السابقة يبيع محصول القمح للنظام عبر وسطاء.
 
إذاً.. وكما نرى أن الكل يغفل عن الخاسر الحقيقي في هذه الحرائق، وهو الفلاح الذي كان ينتظر موسماً وفيراً هذا العام، بعد سنوات من القحط والجفاف، بينما أصبح هذا المحصول اليوم، جزءاً من أدوات الصراع السياسي والعسكري في المنطقة.

وبحسب إحصائيات الإدارة الذاتية الكردية في المنطقة الشمالية الشرقية، وإحصائيات أخرى للنظام، فإن أكثر من 10 آلاف دونم من القمح والشعير تم حرقها في الأسبوع الماضي، أكبرها كان في منطقة الطبقة التي تجاوزت حرائقها 6 آلاف دونم، والباقي في الحسكة.

ترك تعليق

التعليق