إدلب.. نازحون جدد يعودون إلى مهنهم الأصلية
- بواسطة محمد كساح - خاص - اقتصاد --
- 21 تموز 2019 --
- 0 تعليقات
لم يكن "أبو راجح" الذي يطلق عليه "ملك التمر هندي"، يدرك وهو يحمل ما تيسر من أثاث منزله بـ"كفررومة" جنوبي إدلب، هرباً من القصف، أن القدر يخبئ له نجاحاً قريباً. في منطقة نزوحه الجديدة تمكن من العودة السريعة لممارسة مهنته الأصلية (بائع عرقسوس) وكان ذلك شيئاً غير متوقع كما يردد الثلاثيني المنبهر بالعودة السريعة للعمل وبنجاح أكبر.
وعلى غرار "أبو راجح" عاد عشرات النازحين الجدد إلى مهنهم الأصلية بعد أن هاجروا من مناطق متفرقة من جنوبي إدلب وريفي حماة -حيث المعارك والقصف- مسارعين إلى بث الروح مجدداً في مهن مختلفة مثل الحدادة وتصليح السيارات والدراجات والعمل في البناء إضافة لتجارة المشروبات الساخنة (اسبرسو) والباردة (تمر هندي) التي أجبروا على تركها بسبب سقوط القذائف دون رحمة.
وعلى غرار "أبو راجح" عاد عشرات النازحين الجدد إلى مهنهم الأصلية بعد أن هاجروا من مناطق متفرقة من جنوبي إدلب وريفي حماة -حيث المعارك والقصف- مسارعين إلى بث الروح مجدداً في مهن مختلفة مثل الحدادة وتصليح السيارات والدراجات والعمل في البناء إضافة لتجارة المشروبات الساخنة (اسبرسو) والباردة (تمر هندي) التي أجبروا على تركها بسبب سقوط القذائف دون رحمة.
وقال "أبو راجح" الذي حمل معه من كفرنبل -حيث كان يعمل- معداته اللازمة لمهنة بائع المشروبات القديمة الباردة مثل التمر هندي والعرقسوس والجلاب مفتتحاً بسطته الجديدة وسط سوق بنش شرقي إدلب، "حركة البيع هنا ممتازة لأنني الوحيد في هذه المهنة". وتابع في بهجة واضحة "في كفرنبل كان هناك عشرات بسطات التمر هندي لذلك كنا لا نجني الأموال التي نجنيها هنا".
ظروف القصف أيضاً أجبرت العشريني "أبو مالك" على الهجرة من منزله بكفرسجنة. بعد أن عثر على منزل ببلدة الفوعة التي تضم جماعات كبيرة من المهجرين اختار أحد المحلات إلى جانب السوق وأعاد افتتاح مهنته الأساسية التي تشمل تصليح الدراجات النارية.
في محله الجديد تبدو الحركة جيدة حيث يتقاطر الزبائن للتصليح. أمام المحل كان أبو مالك الذي يلبس ثياب العمل المتسخة بالشحم والزيوت منهمكاً في تركيب أحد الدواليب بعد إجراء عملية الإصلاح اللازمة.
خلال استراحة قصيرة تحدث الشاب عن تجربته في منطقة النزوح "نحمد الله.. تركنا كل شيء في كفرسجنة التي تعرضت لتدمير هائل وها قد عوضنا الله ببداية جديدة".
من وجهة نظر العديد من النازحين الجدد كانت الحركة والنشاط البشري في المناطق الجديدة التي نزحوا إليها أمراً لافتاً.
لذلك عمل معظمهم بعد أن ارتاحوا قليلاً واستقروا في بيوت مستأجرة، على المسارعة بممارسة أعمالهم السابقة.
على مقعد من الخشب في براكية لبيع الشاي والقهوة في ساحة الساعة وسط مدينة إدلب جلس "محمد الأسمر" وهو ناشط صحفي كان يقيم في كفرنبل قبل الحرب الأخيرة، ليحتسي الشاي متأملاً مشهد الازدحام حوله في المدينة التي لم يزرها سابقاً سوى مرتين فقط.
"الجو هنا يجبرك على العمل مجدداً.. وهذه نعمة كبرى". يردد الأسمر الذي نزح مع عائلته من الجنوب ليستقر في مدينة إدلب.
خلال جولته للتعرف على المدينة تمكن من العثور على أفكار لمواد صحفية جديدة. يقول الأسمر "واصلت عملي ضمن موقع بوابة إدلب كما أكتب العديد من المقالات في مواقع أخرى".
يضيف "الأسمر": "لا شيء هنا يجبرك على الاكتئاب والجلوس وحيداً في المنزل.. الجميع لديه الفرصة للنجاح والبدء من جديد".
التعليق