مسؤولة أممية تلمح إلى أن الأهداف المدنية في إدلب لا تقصف عن طريق الخطأ


تسببت غارات لقوات النظام الجمعة بمقتل ثلاثة مدنيين وإصابة عشرين آخرين بجروح. وقضى أحد القتلى جراء استهداف سوق جملة للخضار في مدينة سراقب، للمرة الثانية منذ الإثنين.

وشاهد مراسل وكالة فرانس برس في الموقع حبات خضار متناثرة على الأرض وصناديق مبعثرة بينما تضررت سيارات وشاحنات صغيرة كانت متوقفة في السوق.

وقال مدير مركز الدفاع المدني في المدينة ليث العبد الله لفرانس برس "السوق شريان الحياة في المدينة لأن ارزاق الناس موجودة فيه".

وتابع "الوحشية التي يستخدمها الطيران الحربي في قتل المدنيين وتدمير ممتلكاتهم أمر فظيع".

وقالت مفوضة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة ميشيل باشليه في بيان يوم الجمعة إن ضربات جوية نفذتها حكومة النظام السوري، وحلفاؤها، على مدارس ومستشفيات وأسواق ومخابز أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 103 مدنيين في الأيام العشرة الماضية بينهم 26 طفلا.

وأضافت "هذه أهداف مدنية، وفي ضوء النمط المستمر لمثل هذه الهجمات، يبدو من غير المرجح بشدة أن يكون قصفها حدث بطريق الخطأ".

وأشارت باشليه إلى أن ارتفاع حصيلة القتلى تقابله "لا مبالاة دولية واضحة".

وبدأ الهجوم العسكري للنظام السوري، بدعم من القوات الجوية الروسية، في 30 أبريل / نيسان، ضد آخر معقل رئيسي للمعارضة، والذي يقطنه 3 ملايين شخص. ونزح أكثر من 440 ألف شخص بسبب أعمال العنف.

وقالت باشيليت الجمعة إن أقوى دول العالم فشلت في قيادة الأزمة السورية "مما أدى إلى مأساة على نطاق واسع لدرجة أننا لم نعد قادرين على الاتصال بها على الإطلاق".

وتسبب القصف بمقتل أكثر من 740 مدنياً في غضون نحو ثلاثة أشهر، حسب مصادر حقوقية ومنظمات إنسانية.

وشددت رئيسة المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ميشال باشليه على أن "الهجمات المتعمّدة ضد المدنيين هي جريمة حرب، كما أن من أمر بتنفيذها أو نفّذها مسؤول جنائياً عن أعماله".

ويأتي التصعيد الأخير رغم كون المنطقة مشمولة باتفاق روسي- تركي تمّ التوصل إليه في سوتشي في أيلول/سبتمبر 2018، نصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح بين قوات النظام والفصائل، لم يُستكمل تنفيذه.

وشهدت المنطقة هدوءاً نسبياً بعد توقيع الاتفاق، إلا أن قوات النظام صعّدت منذ شباط/فبراير قصفها قبل أن تنضم الطائرات الروسية اليها لاحقاً.

وفرّ السكان تحديداً من ريف إدلب الجنوبي، حيث باتت مدن وقرى بأكملها خالية من سكانها جراء كثافة الغارات، ومن ريف حماة الشمالي، حيث تدور معارك "استنزاف" بين قوات النظام والفصائل، تسببت بمقتل المئات من مقاتلي الطرفين وتتزامن مع غارات كثيفة.

وتوجه الفارون، وفق بيان لمكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) الجمعة، إلى مناطق لا يطالها القصف شمالاً، قريبة من الحدود مع تركيا، حيث توجد مخيمات للنازحين.

ويقيم حوالى ثلثي النازحين خارج هذه المخيمات. تستقبل نحو مئة مدرسة في محافظة إدلب وحدها فارين من التصعيد.

ومع اكتظاظ المخيمات ومراكز الإيواء، يضطر كثيرون للإقامة في العراء وتحت الأشجار.

ونزح غالبية الفارين داخل محافظة إدلب بينما توجه عدد قليل إلى شمال محافظة حلب.

وقالت الأمم المتحدة إن "مدناً وقرى بأكملها خلت على ما يبدو من سكانها الذين فروا (...) بحثاً عن الأمان والخدمات الأساسية".


ترك تعليق

التعليق