جمعية البستان.. بعيون الموالين


لم تتأخر جمعية البستان الخيرية في الإعلان عن استمرار خدماتها بعد أن تم تداول خبر إيقافها عن العمل، ووضع مؤسسها وممولها رامي مخلوف في الإقامة الجبرية. وأكدت الجمعية في إعلانها المؤرخ بـ 29-8-2019 أنها: "جزء من الشعب العربي السوري في تقديم يد العون لكل محتاج ومريض، وهي على استعداد دائم لتقديم الخدمات الطبية والخدمية والاجتماعية والمساعدات الطلابية على امتداد الجغرافيا الوطنية رديفة للجهات الحكومية".

وكالعادة كان لا بد من زج اسم بشار الأسد في البيان على اعتباره الداعم والراعي: "فالجمعية نهضت بدعم ورعاية قائد الوطن السيد الرئيس بشارالأسد .. واشتد عودها فمدّت يد العون للآلاف من الأحبة وساعدتهم في محنهم".

الموالون.. تعاطف على مضض

البيان المنشور في صفحة الجمعية بـ "فيسبوك"، حظي بالكثير من التعليقات التي تعاطفت ضمنياً مع قرار الإيقاف غير المعلن، وتناولت المحسوبيات التي تعمل الجمعية بموجبها للتمييز بين من تمنحهم المساعدة ومن تمنعها عنهم.

إحدى المعلّقات بالرغم من دعائها للجمعية بالتوفيق، إلا أنها أكدت أنها لم تحصل على أي مساعدة منها: "الله يوفقكن بس انا كلشي صرلا الازمة ماشفنا شي الو علاقة بجمعية البستان ولا شي ابدا ابدا".. وردت أخرى بنفس اللغة المواربة: "كل الشكر لجهودها المباركة وان لم نستفد. اربع سنوات نقدم للمساعدة لاولادي بالجامعة ولم يردني اي جواب".

فساد.. وإساءات

بعض التعليقات حملت وجع أولئك الذين يقفون بذل على أبواب فروع جمعية البستان الموزعة في أغلب المحافظات بالرغم من اهتمامها الخاص بالمنطقة الساحلية. وعرض معلّقون الطريقة غير الإنسانية في التعاطي معهم. وعلقتت إحداهن: "هاد الشهر الجمعية ظلمت كتير طلاب للاسف بتروح لعندن بقولولك سكرنا الجداول اول عشر تيام بقولولك مافي ومن ١٠ ل ٢٠ عطلة وبس تروح بقولوك سكرنا وما بيستقبلوك ع لباب بتتقلع".

فيما وجّه معلّق النصيحة للجمعية بأن تتخلص من بعض الرموز الفاسدة فيها: "انصح بأن تتخلصوا من بعض الشخصيات التي أساؤوا إلى الناس وهم معروفون بالاسم".

معلّق آخر، علّق على تقديم المعونات للبعض دون الآخر، مشيراً إلى أن ما تطلقه الجمعية من شعارات الدعم للعلم، غير حقيقية: "إذا كنتو بتساعدو العلم والمعلمين ليش في ناس بتاخد مساعده وناس لا خاصه الموظف لعندو شهادات كلها علميه".

زبائن الجمعية

بتمعن بسيط، تفضح التعليقات توجه الجمعية في دعم الفاسدين والقتلة، وخصوصاً أن لهذه الجمعية جيش من الشبيحة هي من قامت بتجنيدهم ودعمهم وتقدم لهم الرواتب، وتمنح عائلات القتلى منهم الرواتب والمنح لأبنائهم، وكذلك لفئة من المدعومين والمحسوبين على أجهزة النظام الخدمية والأمنية.

وفي هذا الصدد علّق أحدهم واصفاً من تدعمهم الجمعية: "الله يرزقكن مابدنا منكن شي بس يلي عندوا سيارة جيب وعقارات هادا مانوا بحاجة مساعدات اطلبوا بيان مواصلات من النقل وبيان عقاري وارجعوا غربلوا المستفيدين لانو في ناس بحاجة انكن تساعدوها وحاجي واسطات ومعارف".

فيما تحدث آخر عن منح المساعدات لأصحاب الواسطات: "الرئيس قلو ساعدو الناس موشوفو اللي واستطو اكبر. قلكن شوفو الاولى والمحتاج. انا موذنبي اني عمري 30 وعم ادرس من جديد. بدل مايشجعوني وياخدو بايدي احبطوني".

عائلات شبيحة بلا دعم

ليست كل عائلات الشبيحة تتقاضى رواتب ومساعدات من الجمعية، فهناك صغار الشبيحة وفقراؤها، وممن لا وزن لهم ولا قيمة لهم، لدى النظام ومؤسساته الرديفة.

إحدى المعلّقات كتبت بسخط بعد أن تم مسح تعليقها رغم أنها كما تقول من عائلة "تشبيحية": "أنا الي شهر ونص مقدمة طلب ومااجت الموافقة والجريح مصاب حرب ٩ عمليات وأخ لشهيد تابع لألكن للجمعية.. ليش انمسح التعليق اللي الي لان حكيت الصح".

زوجة قتيل مدني من الدفاع الوطني علّقت بنفس السياق: "من كم سنة قدمت اوراق ثبوتية لاتقاضى راتب انا واولادي ومع العلم ان زوجي شهيد مدني ولكنني لم اتلقى اي اتصال ولم يتم الرد ومع ذلك كل الشكر والتقدير لكم".

الجمعية.. هي النظام

هي كذلك الجمعية، صورة عن طريقة تعامل النظام مع مواليه وشبيحته، فهم ليس سوى أرقام في محرقته الكبرى، ودورهم فقط هو قتل من رفع شعار الحرية وإعادتهم إلى عبودية آل الأسد، وما يمكن أن يمنّ به عليهم ليس سوى فتات ما لديه، وعليهم فقط أن يحمدوا الله على نعمة الأسد.

ترك تعليق

التعليق