مواقع إعلامية تحجز على أموال عدد كبير من رجال الأعمال


حتى الآن لم يصدر عن النظام، شيء يؤكد ما يتم تداوله على بعض المواقع الإعلامية، من حجز على أموال عدد كبير من رجال الأعمال، بالإضافة إلى اعتقال بعضهم وفرض الإقامة الجبرية على البعض الآخر.. ولعل ذلك ما قد يوقع الجميع في فخ نقل الأخبار الكاذبة، إذا ما خرج النظام برواية مغايرة لما يتم تداوله.

وفي موقع "اقتصاد" قررنا بعد التشاور، أن نتريث، ولا ننساق وراء نقل مثل هذه الأخبار المثيرة، سعياً لجذب المزيد من القراء، وإنما اخترنا الدقة والمصداقية، قبل أي شيء آخر..

وسعياً وراء هذه المصداقية، حاولنا في الأيام الماضية، أن نتواصل مع مصادرنا في داخل سوريا، وبعضهم من العاملين في صحافة النظام، والذين أفادونا، بأن من يقف وراء حملة الاعتقالات هذه على وسائل الإعلام، هي أجهزة المخابرات، والتي تريد أن تلهي الشارع السوري بأخبارٍ الهدف منها تلميع صورة النظام، وظناً منهم أن بشار الأسد بات بحاجة إلى إنجاز كبير ومهم، كي يعيده إلى سدة القيادة من جديد، بعد أن أخذ يفقد احترامه وصورته، لدى أصغر جندي يقف على أحد الحواجز.

ومن جهة ثانية، يفيد البعض أن قرارات الحجز التي يتم تداولها لرجال أعمال مقربين من النظام، جميعها احتياطية وليست نهائية، وقد صدرت الكثير منها منذ العام 2002، وطالت أسماء كبيرة من رجال الأعمال، مثل محمد حمشو، نادر قلعي، وطريف الأخرس، وغيرهم الكثير، إلا أن المحجوز عليهم، كانوا دائماً يخرجون أقوى من السابق، ما يعني أن هذه القرارات شكلية، ولا قيمة لها، وأحياناً تأديبية، لمن تأخذه العزة بنفسه، فيعتقد أنه أصبح كبيراً..

لذلك نعتقد، كإعلام معارضة، أنه يجب أن نكون أكثر حذراً في التعامل مع مثل هذه الأخبار.. وهي من وجهة نظرنا، إن كانت صحيحة فليس الهدف منها محاربة الفساد، وإنما جمع الأموال لخزينة الدولة، التي باتت تؤكد كل تصريحات مسؤولي النظام، بأنها فارغة، وسط بيانات تشير إلى أن الحكومة بحاجة على وجه السرعة لمبلغ مليار دولار لتأمين "مونة" الشتاء، من وقود الدبابات والطائرات والمصفحات، بالإضافة إلى البارود لصنع القذائف والرصاص والبراميل المتفجرة..

وأما ما يقال عن تأمين السلع الأساسية لـ "الأخوة المواطنين"، فهو تهريج رخيص، إذ يعلم القاصي قبل الداني، بأن النظام لا يجد نفسه مسؤولاً سوى عن تأمين رغيف الخبز، وما عداه، لم يعد يشعر النظام بأي مسؤولية تجاهه.. وأكبر دليل، هو جنون الأسعار في السوق السورية، الذي تجاوز كل الحدود المعقولة، وبدون حسيب أو رقيب.

ترك تعليق

التعليق