أسواق إدلب تئن: مجازر ودماء وأضرار بالغة


بدا المشهد مرعباً في الدقيقة الخامسة بعد الثانية من عصر اليوم الأربعاء في مدينة إدلب. فزع وخوف، وسيارات ودراجات نارية تغادر المكان بأقصى سرعة، وقتلى وجرحى بالعشرات. وذلك على وقع غارة حربية شنها النظام على سوق الهال بالقرب من دوار المحراب أحد أبرز مداخل إدلب.

قبلها بساعة تقريباً وبفارق مسافة تبعد 15 كيلو متر من مدينة إدلب استهدف النظام سوق مدينة أريحا وهي مدينة كبيرة تقع في الريف الجنوبي للمحافظة.

ويأتي القصف استكمالاً لما بدأه النظام عشية تنفيذ تهدئة هشة من استهداف لأسواق المحافظة والأماكن الحيوية والمزدحمة بالسكان بغية إحداث مجازر كبيرة.

وبعد الإعلان عن تهدئة يعتقد محللون أنها مشروطة بتنفيذ تركيا بنود اتفاق سوتشي 2018 والذي يقضي بحل عقدة تحرير الشام وفتح طريقي ترانزيت دوليين، انهالت عشرات الغارات الجوية على أكثر من 15 مدينة وبلدة في إدلب، منذ ليل الثلاثاء-الأربعاء.


دماء وخضروات متطايرة

بدا سوق الهال في إدلب متضرراً بشكل كبير جراء الصواريخ التي انفحرت داخله. واختلطت أطنان الخضراوات مع دماء وجثث الضحايا بينما سارعت فرق الدفاع المدني إلى انتشال الجرحى والشهداء.

وفي الساحة التي يتوسطها دوار المحراب بالقرب من مكان المجزرة كثف المارة سرعة مركباتهم فيما يبدو أن الفزع قد ساورهم بسبب قوة الضربة الصاروخية.

وفي الطريق المؤدي إلى مدينة بنش توقف عدد من أصحاب السيارات ليصلحوا مركباتهم المتضررة والتي تحطم زجاج معظمها بينما كانت تمر من هذا الدوار المكتظ دائماً.

كحصيلة مبدئية فقد 15 شخصاً -على الأقل- حياتهم بينما سقط 65 جريحاً جراء صاروخين سقطا على سوق الهال. وذلك بحسب تنسيقية مدينة إدلب.


استهداف متعمد للأسواق

منذ وقوعها في قبضة الثوار نهاية العام 2014 لم يكف النظام عن استهداف أسواق محافظة إدلب موقعاً عشرات المجازر في صفوف المدنيين التي تكتظ بهم الأسواق.

ويستذكر السكان مجزرة هائلة جرت في وقفة عيد الأضحى من العام 2016 بعد أن استهدفت مقاتلة حربية تابعة للنظام سوق الملابس وسط مدينة إدلب ما خلف أكثر من 100 شهيد.

وعشية دخول الهدنة الحالية حيز التنفيذ أدى استهداف مماثل لسوق مدينة بنش إلى سقوط 4 شهداء وعدد من الجرحى.

وتعطلت عشرات المتاجر عن العمل بسبب الأضرار الجسيمة التي لحقت بها.

بين 15 و27 كانون الأول 2019 وثقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" استهداف 6 أسواق في منطقة خفض التصعيد الرابعة (إدلب وما حولها) من قبل مقاتلات حربية تابعة للنظام وروسيا.

وبين 26 نيسان و حتى 12 تموز 2019 وثقت الشبكة ذاتها استهداف 8 أسواق.

ترك تعليق

التعليق