تباين في آراء السوريين حول التظاهرات في السويداء.. ثورة أم احتجاج؟


إلى جانب الوضع الإنساني والعسكري في إدلب، طغى الحديث عن التظاهرات التي تشهدها محافظة السويداء المنددة بالواقع الاقتصادي المتردي، الذي يسود كل أرجاء سوريا عموماً، ومناطق سيطرة النظام على وجه الخصوص، على وسائل التواصل الاجتماعي.

ورصد "اقتصاد" على المنصات الاجتماعية (فيسبوك، تويتر)، سجالاً وانقساماً في الرأي حول ما يحدث في السويداء، بين فريق يرى في التظاهرات امتداداً للثورة السورية، وبين آخر يرى فيها حركة مطلبية معيشية، بعيدة كل البعد عن مناهضة النظام.

المدافعون عن التظاهرات، اعتبروا أن من الأجدى احتضان التظاهرات ودعمها إعلامياً، بدل الطعن بمطالب المتظاهرين التي لا تقل قيمةً عن المطالبة بالحرية والديمقراطية.

وفي هذا السياق، أورد الدكتور يحيى العريضي، الناطق باسم "هيئة التفاوض"، على صفحته الشخصية في "فيسبوك"، تساؤلات قال إنها من شباب السويداء، ومنها: "هل يريح البعض أكثر إذا بقينا صامتين؟!
- ألم نرفض الانضمام لقَتَلة نظام الاستبداد وجنديته؟!
- مَن قال للبعض إنه لم تحركنا دماء أبناء وطننا؟!
- ألسنا أول من خرج على الاستبداد بمظاهرات سلمية؟
- ألسنا بانتظار أية فرصة أو حجة للتعبير عن رفضنا للنظام بل دعسه؟
- ألم يسلّط النظام علينا وحوش "داعش"، كلما تحركنا؟".

وكتعبير عن دعمهم واحتضانهم للتظاهرات في السويداء، رفع متظاهرون في مدينة إدلب، الجمعة، لافتات تضامنية مع المتظاهرين.

فيما رأى رافضون أن الثورات هي إرادة نابعة من الضمير، وليس من مكان آخر، حسب تعبير الكاتب والصحفي مشعل العدوي، مضيفاً في تدوينة أخرى على "فيسيوك"، "لا شماتة في أي سوري في الداخل، لكن استمرار مسك العصا من المنتصف لن يجدي"، وذلك في إشارة إلى خلو التظاهرات من أي عبارة أو شعار مناهض للأسد، واقتصار ذلك على حكومة النظام.

وعلى مدار الأيام الثلاثة الماضية شهدت السويداء تظاهرات، شعارها "بدنا نعيش"، استنكاراً للأداء الاقتصادي لحكومة النظام، واعتراضاً على الواقع المعيشي.

من جانبه، أعرب عضو "شبكة السويداء 24"، ريان معروف، عن توقعه بأن يتجنب النظام السوري أي احتكاك مع المتظاهرين، مرجحاً خلال حديثه لـ"اقتصاد" أن يقدم النظام على احتواء التظاهرات من خلال بث الشائعات عن عودة تنظيم الدولة، وإرسال أشخاص للقيام بأعمال تخريبية بغرض الإساءة للحراك.

ومن وجهة نظره، فإنه ما من بوادر لتحول التظاهرات إلى ثورة شعبية، مستدركاً بقوله "غير أن ذلك لا يعني أنها قد لا تتوسع، كونها كسرت حاجز الصمت لدى الأغلبية الصامتة".

وأردف معروف أن "ليس لدى النظام أي حلول لتقديمها إلى المحتجين، وهو ما يحتم عليه احتواء التظاهرات بأقل الخسائر الممكنة، وبعيداً عن أي تصعيد".

ترك تعليق

التعليق