تشغيل مطار حلب الدولي.. خطوة يائسة اقتصادياً


قلل اقتصاديون من أهمية إعلان النظام السوري إعادة افتتاح مطار حلب الدولي، معتبرين أن الخطوة تكاد تخلو من أي مدلولات اقتصادية.

وأكدوا خلال حديثهم لـ"اقتصاد" أن الهدف من كل ذلك، هو بث انتصار وهمي، تزامناً مع سيطرة النظام على مساحات واسعة من أرياف حلب وإدلب، للإيحاء بأن المرحلة القادمة ستشهد تحسناً على المستويات الاقتصادية والخدمية.

وتساءل أستاذ العلاقات الاقتصادية الدولية، حسن الشاغل، عن النتائج الاقتصادية لافتتاح مطار حلب الدولي وتسيير الرحلات الجوية منه وإليه، وعدد شركات الطيران التي تعمل في كل سوريا لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة.

وأضاف في حديث مع "اقتصاد" أن الإيرادات التي تدخل خزينة النظام من الملاحة الجوية شبه معدومة، باستثناء العائدات التي لا تُذكر جراء مرور الخطوط القطرية والعراقية والإيرانية في الأجواء السورية.

ورأى أن الحديث عن مدلولات عسكرية لافتتاح مطار حلب، يبدو أكثر واقعية من الحديث عن الاقتصادية منها، وحلب لا زالت مدمرة، ومعاملها خاوية.

وتابع الشاغل، بأن عدم استقرار حلب عسكرياً، المحافظة التي يسيطر النظام على نصف مساحتها الجغرافية فقط، يثير شكوك الجميع بمدى أمن المطار، مشيراً في هذا السياق إلى سيطرة المعارضة على مناطق قريبة من المطار في ريف حلب الشرقي.

ومتفقاً، مع الشاغل، أشار الباحث بالشأن الاقتصادي السوري، يونس الكريم، إلى الضغوط التي يتعرض لها النظام نتيجة العقوبات الأمريكية والأوروبية المفروضة على اقتصاده، وألمح كذلك إلى زيادتها في حال دخل قانون "قيصر/سيزر" حيز التطبيق.

وقال لـ"اقتصاد": "الخطوة برمتها محاولة من النظام لإظهار أن الأمور تتجه للأفضل، والافتتاح دعوة للمستثمرين للتوجه إلى حلب، وهي دعوة يائسة".

ولم يستبعد في هذا السياق أن يكون غرض النظام من هذا الترويج، هو عرض المطار للاستثمار، متسائلاً عن الجهة التي قد تستثمره إن كانت روسيا أو إيران أو الصين.

لكن، وبحسب الكريم فإن كل ما سبق، لا يلغي أهمية مطار حلب الدولي، في مرحلة إعادة الإعمار، وقال: "الواضح للآن أنه لا بداية قريبة لإعادة الإعمار، لكن في حال تم الاتفاق بين الدول على تفعيل الحل السياسي، فإن مطار حلب سيكون من أهم المنصات لإعادة الإعمار، وهو المطار الذي يخدم المنطقة الشمالية وأجزاء من الشرقية والوسطى".

وأنهى الكريم بقوله: "في الوقت الحاضر لا يوجد أي أثر اقتصادي لافتتاح المطار على مناطق النظام وعلى حلب تحديداً، لأن الخطوة أساساً لا معنى لها، مع العقوبات التي يرزح تحتها اقتصاد النظام".

هذا ومن المرتقب أن يتم برمجة رحلات جوية من مطار حلب الذي أعيد تشغيله بعد توقف استمر نحو ثماني سنوات إلى دمشق والقاهرة.

يذكر أن مطار حلب الدولي كان يعمل على نطاق عسكري ضيق، حيث كان يتم تسيير رحلات جوية منه وإليه، من مطارات النظام والمطارات الإيرانية.

ترك تعليق

التعليق