هل دخلت سوريا في المرحلة الرابعة من تفشي "كورونا"؟


خلافاً للإقرار الرسمي بـ 5 إصابات مؤكدة فقط في سوريا، من جانب حكومة النظام، تبدو إجراءات هذه الأخيرة، تعبيراً عن رصدها لحالة تفشي واسعة للفيروس في البلاد، بالقياس إلى نفس الإجراءات في دول أخرى.

وتعتمد معظم دول العالم على تقسيم الاستجابة لتفشي "كورونا" إلى 4 مراحل:

الأولى: وتتمثل في تسجيل حالات إصابة وافدة من الخارج، وتتطلب هذه الحالة، وقف التواصل مع الدول التي تحولت إلى بؤر لتفشي الوباء، ومحاولة احتواء الحالات الوافدة المصابة، عبر الحجر الصحي عليها، منعاً لتفشي الوباء.

المرحلة الثانية: وتتمثل في رصد حالات عدوى من الوافدين إلى السكان، وحينما يتضح أن أي بلد وصل لهذه المرحلة، فإن الدول عادةً تستنفر جهازها الطبي لاستقبال المصابين وعلاجهم، والتأكد من مدى العدوى التي نقلوها للمتصلين بهم.

أما المرحلة الثالثة: فتعني رصد إصابات كثيفة في منطقة واحدة، يتم تصنيفها على أنها "موبوءة". وتتطلب هذه المرحلة، توسيع حالات الحجر الصحي، وتعطيل جزئي لوسائل النقل العام، وتعبئة الجهاز الصحي ليصبح بحالة تأهب قصوى. مع فرض إجراءات حازمة في المناطق أو النقاط الموبوءة، إن تمكنت السلطات من رصدها.

أما المرحلة الرابعة، والأخطر، هي التي تظهر فيها مؤشرات على تفشي الوباء في كامل البلاد. وتفرض الدول حينها، حظر تجوال، على نطاق واسع، مع إغلاق شبه كامل، للمؤسسات والمرافق.

الإجراءات المتبعة من النظام، والتي وصلت مساء الجمعة إلى مرحلة منع السفر تماماً، وسبقها حظر تجول مسائي، وإغلاق شبه كامل لكل المرافق الترفيهية والاجتماعية والثقافية، مع خفض معدلات العمل في مؤسسات "الدولة" إلى حدوده الدنيا، الضرورية، وصولاً إلى إغلاق كامل للأسواق التجارية.. هذه إجراءات لا تؤشر إلى اكتشاف 5 إصابات مؤكدة، بل تؤشر إلى أن سلطات النظام، باتت تكافح الآن تفشي للوباء على نطاق واسع، في نقاط مختلفة من الداخل السوري.


ترك تعليق

التعليق