بسبب "كورونا".. هل أوقفت أمريكا تمويل المنظمات في مناطق "قسد"؟


أفادت تقارير إخبارية محلية، بأن وزارة الخارجية الأمريكية بصدد اتخاذ قرار بوقف دعم المشاريع غير العسكرية في شمال شرق سوريا، وتحديداً في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، بسبب تداعيات فيروس كورونا.

وأوضحت، أن العشرات من المنظمات غير الحكومية التي تنشط في شمال شرق سوريا، في مجالات الخدمات الصحية والتعليمية والزراعة، التي تضم كوادرها المئات من العاملين المحليين، باتت على وشك الإغلاق، تجنباً لانتشار كورونا بين التجمعات البشرية. مصادر رسمية ومنظماتية لم تؤكد أو تنف هذه التقارير.

وقال الصحفي فراس علاوي، إن صحت هذه الأنباء، فإن اللافت أن الذريعة التي تم استخدامها ليست واقعية، إذ كان من الممكن اللجوء لتدابير وقائية كالتي تتخذ في جميع الدول والمناطق التي يخشى فيها من انتقال كورونا.

وفي حديثه لـ"اقتصاد" ربط علاوي هذه الأنباء، بالزيارة الأخيرة للمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري، للشمال السوري، قائلاً: "الواضح أن القرار تم اتخاذه بعد معاينة (جيفري) للواقع على الأرض في مناطق (قسد)، وبالتالي من الممكن أن تكون هناك مراجعة لهذه البرامج أو توقيفها كما توقفت برامج سابقة".

وعن أبعاد ودلالات ذلك، قال إن "القرار يفسر على وجهين: الأول تقني بسبب عدم رؤية الخارجية لدرجة نجاح عمل هذه المنظمات، والآخر سياسي متعلق بالرؤية الأمريكية للشمال السوري في ظل التقارب الروسي- التركي هناك".

الباحث بالشأن السوري أحمد السعيد، لم يستبعد خلال حديثه لـ"اقتصاد"، أن تقوم الولايات المتحدة بوقف تمويل البرامج غير العسكرية الخارجية، في سوريا وبلدان أخرى، نظراً للظروف السيئة التي تعاني منها الولايات المتحدة جراء تفشي جائحة كورونا على أراضيها.

وقال إن "الولايات المتحدة تعتقد أن قطاعاتها الطبية وشعبها، أحق بالتمويل من أي شعب آخر".

وفي سياق مواز، اعتبر السعيد، أن الخطوة الأمريكية تعطي مؤشراً حقيقياً على جدية الولايات المتحدة في مسألة إنهاء تواجدها في سوريا، بشكل نهائي.

تشكيك

لكن المسؤول الإعلامي في منصة "INT" الإخبارية، جوان رمّو، شكك بدقة الأنباء التي تتحدث عن وقف الولايات المتحدة مشاريع الدعم غير العسكري في مناطق سيطرة "قسد".

وقال لـ"اقتصاد": الأصح أن نتحدث عن تعليق مؤقت لتنفيذ هذه المشاريع، نظراً لتخوف العالم من جائحة كورونا"، مضيفاً: "المسألة مسألة وقت وستعاود الولايات المتحدة العمل بالوتيرة السابقة".

وبسؤاله، حول ما إذا كانت هذه الأنباء تشير إلى احتمالية انسحاب الولايات المتحدة من سوريا؟، قال رمّو: "باعتقادي الولايات المتحدة لن تنسحب من سوريا على الأقل في الفترة الحالية".

ترك تعليق

التعليق