ما هي أوراق قوة مخلوف في مواجهة حرب الأسد المعلنة؟


لم يتفق رئيس "مجموعة عمل اقتصاد سوريا"، الدكتور أسامة قاضي، مع ما ذهب إليه معظم المراقبين الذين رأوا أن بمقدور رامي مخلوف الضغط على نظام الأسد اقتصادياً، رداً على الإجراءات التي اتخذها الأخير ضد استثماراته في سوريا، وعلى رأسها شركة سيرتيل للاتصالات الخلوية، موضحاً أن مخلوف لا يعدو كونه واجهة اقتصادية وإدارية لآل الأسد.

وقال لـ"اقتصاد" إن مخلوف لا يمتلك إلا المعلومات، فهو "الصندوق الأسود" لآل الأسد، مستدركاً: "لكن الحديث عن كل هذه الأسرار يبقي أمراً غير وارد الحدوث، نظراً لأن ذلك سيدين مخلوف ووالده بالدرجة الأولى".

وبسؤاله عن خيارات مخلوف إزاء الحملة التي يشنها النظام عليه، قال قاضي: "قيام مخلوف بسحب أمواله إلى خارج سوريا يبقى احتمالاً وارداً"، مستدركاً: "لكن باعتقادي لم يبقِ مخلوف الكثير من الأموال داخل سوريا، بمساعدة والده محمد مخلوف (خال الأسد)".

وحسب قاضي، فإن القسم الأكبر من أموال مخلوف تم تهريبه إلى بيلاروسيا، ورومانيا، مضيفاً أن "النظام السوري الذي يريد الانتهاء من ظاهرة مخلوف، لا يستطيع سوى القيام بالحجز على ما تبقى من أموال له في سوريا، وهي لا تتجاوز الـ 1 في المئة من مجموع ثروة مخلوف الموزعة في العالم كله من الخليج العربي إلى أوروبا وروسيا وغيرها".

ومن وجهة نظر الخبير الاقتصادي، قاضي، فإن الحجز على أموال مخلوف لا يقدم ولا يؤخر، منهياً بقوله: "قد يطال الضرر الشخصيات التي كان يعتمد عليها مخلوف في الداخل".

هل من انقسام علوي؟

ويراهن عدد كبير من المتابعين للشأن السوري على انقسام داخل الطائفة العلوية، جراء الصراع الدائر بين آل مخلوف والأسد، وسط معلومات عن إدارة أسماء الأسد (السنُية) لهذا الصراع من جانب آل الأسد.

وفي هذا السياق، قلل مدير مركز "شام لدراسات الديمقراطية وحقوق الإنسان"، المعارض أكثم نعيسة، من احتمالية تأثر الطائفة العلوية بما يجري من صراع، وقال لـ"اقتصاد": "المسألة بعيدة عن البعد الطائفي، وكل ما يجري هو توافق دولي أمريكي بالدرجة الأولى بالتنسيق مع روسيا، وبمباركة عربية وإقليمية، يتوجه إلى فرض تحول في المسار السياسي بالعملية السياسية السورية، سنشهد ملامحه الواضحة قريباً".

وأكد نعيسة أن شعبية مخلوف داخل الطائفة تقتصر على موظفيه أولاً، ومن ثم أولئك الفقراء الذين قدمت لهم جمعية البستان مساعدات وهؤلاء ولائهم عارض وغير مؤثر.

وقال: "بكل الأحوال ما يجري في سوريا هو أعم وأشمل من هذه الانقسامات التي ما هي إلا من مفرزات لعمليات الضغط الجارية على النظام السوري للدخول في المرحلة الانتقالية"، منهياً بقوله: "في النهاية ستشهد  سوريا في الفترات القادمة تجليات يعبر عنها بهزات عنيفة داخل النظام".

ومتفقاً مع نعيسة، قال المعارض السوري ياسين عضيمة، لـ"اقتصاد" إن خروج رامي مخلوف بهذا الشكل هو بداية التحضير لعهد جديد في سوريا، ربما هي محاولة دول كبرى لتنظيف النظام السوري من شخصيات مشهود لها بالنهب والسرقة والإجرام ورامي أحد حيتان السرقة الذين تاجروا بقوت الشعب لسنوات وهو فعلياً مثله مثل العديد من الشخصيات غير المقبولة لدى الشارع السوري وتحديداً السُني منه.

ترك تعليق

التعليق