كيف أثّرت "كورونا" على برامج إعادة توطين اللاجئين؟


لم تسلم عملية إعادة توطين اللاجئين، وفي مقدمتهم، السوريون، من آثار جائحة "كورونا"، بل تعرضت هذه العملية لضرر شديد، جراء هذه الجائحة.

وفي هذا الصدد، يناقش "اقتصاد" مع المحامي المصري المختص بقضايا اللاجئين، عصام حامد، تبعات جائحة كورونا على عملية إعادة توطين اللاجئين، وهل تم إيقافها مؤقتاً أو بشكل نهائي؟، وما هي طريقة تعامل مفوضية اللاجئين في المستقبل مع هذا الملف؟

وقد أجابنا المحامي عصام حامد بالقول: "بداية مما لاشك فيه أن تأثيرات انتشار فيروس كورونا طالت اللاجئين حول العالم  وبوصفهم الفئة الأكثر ضعفاً بموجب أوضاعهم الصعبة في الدول التي يقيمون فيها بعد مغادرة أوطانهم، فقد كان تأثرهم مضاعفاً بالإجراءات الحكومية للدول المختلفة وللمنظمات الدولية وفي مقدمتها مفوضية الأمم المتحدة للاجئين ومنظمة الهجرة الدولية وباقي المنظمات الشريكة لهما، وهذا ما نلاحظه في قرارات هذه المنظمات لمواجهة كورونا ابتداء بإغلاق مكاتبهم وانتهاء بتأخر المساعدات والخدمات المقدمة من قبلهم عن مواعيدها الاعتيادية".

تعليق إجراءات السفر للاجئين الداخلين ضمن برامج إعادة التوطين

ويكمل حامد حديثه بالقول: "منذ تاريخ 17 آذار/مارس الماضي أعلنت كل من مفوضية الأمم المتحدة ومنظمة الهجرة الدولية تعليق كل برامجهم المتعلقة بالسفر للاجئين المقبولين لإعادة التوطين حتى إشعار آخر، وهذا تسبب في إلغاء سفر آلاف اللاجئين المقبولين لإعادة التوطين حول العالم وبالتالي تأجيل سفرهم إلى موعد غير معلوم، والسبب الرئيسي لهذا القرار هو توقف الرحلات الجوية بين دول العالم إضافة للتدابير الصحية الوقائية المتعلقة بمكافحة انتشار فيروس كورونا".

ويستطرد حامد بالقول: "لا شك بأن قرار التعليق هذا مؤقت وفور تحسن الظروف الصحية والسيطرة على هذا الفيروس سيتم استئناف برامج إعادة توطين اللاجئين، ولكن لا يمكننا تحديد تاريخ أو موعد لهذا الاستئناف، بما يعني أن آلاف اللاجئين بالحد الأدنى سيستمر انتظارهم لأشهر حتى يتمكنوا من السفر إلى الدول التي وافقت على استقبالهم، كذلك بسبب إغلاق مكاتب المفوضية لم يتم خلال الشهرين السابقين الاتصال بلاجئين أو عائلات جديدة لترشيح ملفاتهم لبرنامج إعادة التوطين، وحتى من كان قد بدأ إجراءات الترشح والمقابلات الخاصة لتحديد معرفة هل سيتم قبولهم كلاجئين أم لا، توقفت ملفاتهم أيضاً وبالتالي يمكننا القول بأن برنامج إعادة توطين اللاجئين قد أصابه شلل تام في كافة مراحله".

ويختم حامد حديثه بالقول: "أدعو اللاجئين سواء الذين كانوا يجهزون أنفسهم للسفر أو أولئك الذين بدأت مقابلاتهم تمهيداً لقبولهم في برامج إعادة التوطين إلى عدم القلق، وبكل تأكيد فور انجلاء هذه الظروف الاستثنائية المتعلقة بجائحة كورونا سيتم استئناف سفرهم وستتقدم ملفاتهم، وأتوقع عندها أن تقوم مفوضية اللاجئين بتسريع هذه الإجراءات والعمل بطاقة أكبر لتعويض الوقت الذي ضاع خلال فترة تعليق السفر السابقة".

ومن الجدير بالذكر أن عدة دول أوروبية، وإثر قرار مفوضية اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية بتعليق السفر، اتخذت قرارات بوقف برامج استقبال اللاجئين حتى إشعار آخر.

وبحسب موقع موقع "تاغسشاو" الألماني، فقد اتخذت الحكومة الألمانية بتاريخ 18 آذار/مارس الماضي قراراً بتعليق برنامجها لإعادة التوطين بسبب تداعيات كورونا.

 ووفقاً لموقع إعادة التوطين في ألمانيا، والتابع لمنظمة كاريتاس، كان المقرر أن تستقبل ألمانيا في العام الحالي 5500 لاجئ في إطار برنامج إعادة التوطين، منهم 3000 لاجئ سوري من الدول المجاورة لسوريا بشكل أساسي، ولكن تعليق هذا البرنامج بسبب تفشي كورونا قد يؤثر على عدد الواصلين،  وبحسب الموقع ذاته، فقد بلغ عدد الذين وصلوا إلى ألمانيا منذ بداية العام الجاري في إطار إعادة التوطين 1113 شخصاً، أغلبهم سوريون والبقية صوماليون.

وبرغم قرار الحكومة الألمانية الأخير إلا أنها استقبلت 47 لاجئاً قاصراً كانوا يقيمون في مخيمات لجوء بجزر يونانية، ومن المقرر أن يخضع هؤلاء للحجر الصحي لمدة أسبوعين قبل توزيعهم على الولايات الألمانية المختلفة. من جهته، قال وزير الداخلية الألماني، هورست زيهوفر إن هذه هي الدفعة الأولى للقاصرين، الذين سيتم إخراجهم من مخيمات اللجوء في اليونان.

كذلك نقلت وكالة أنباء "لوسا" البرتغالية عن وزير الخارجية البرتغالي، سانتوس سيلفا، قوله أمام الجنة البرلمانية للشؤون الأوروبية، الثلاثاء 12 أيار/مايو، إن بلاده ملتزمة باستقبال 500 لاجئ من بين أكثر من خمسة آلاف لاجئ قاصر، غير مصحوب، في المخيمات اليونانية.

وأوضح  الوزير أن ذلك سيبدأ بمجرد أن تسمح القيود المفروض بسبب جائحة "كورونا"، مشيراً إلى أن وزارتي العمل والتضامن والضمان الاجتماعي والرئاسة المشرفة على الهجرة تستعد لعملية الاستقبال.


ترك تعليق

التعليق