لغز المالك الخفيّ لمجمع "نيرفانا" المنتظر


في نفيه للأنباء التي راجت حول تأجير محطة الحجاز، جاء المدير العام للمؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي، حسنين محمد علي، على ذكر شركة "سورية" غير معروفة، قال إنها هي المستثمرة الجديدة لمجمع "نيرفانا"، الذي سيقام بجانب محطة الحجاز الأثرية.

الرد الذي قدمه مسؤول النظام، الذي أكد فيه عدم وجود نية لتأجير مبنى المحطة الأثري، أغلق باب الجدل من جانب، وأشرعه على مصراعيه، من جانب آخر، هذه المرة، بخصوص هوية الشركة الجديدة (الحجاز للاستثمار السورية الخاصة)، ولمن تعود ملكيتها.

شركة /الحجاز/ المحدودة المسؤولية

في تتبع "اقتصاد" لهذه الشركة، كانت المعلومات شحيحة، واقتصرت على تاريخ تأسيسها، إلى جانب أسماء مالكيها، ونوع نشاطها.

وبحسب بيانات نشرها "مكتب الرستم للمحاماة" على موقعه الرسمي، فإن الشركة المذكورة مختصة باستيراد وتصدير جميع المواد المسموح بها قانوناً داخل القطر العربي السوري، وخارجه، وتعود ملكيتها لشخصين مغمورين، هما أحمد فاروق عباس، وفادي موفق حمادة.

وما يثير الانتباه أن الشركة المحدودة المسؤولية، لم يمض على تأسيسها وحصولها على الترخيص إلا شهراً واحداً، وبضعة أيام، إذ تؤكد البيانات المنشورة على موقع مكتب المحاماة الخاص، أن الشركة أُسست في 5-5- 2020، بريف دمشق.

واستناداً على ما سبق، لا يصعب القول بأن الشركة مفصلة على مقاس المشروع الذي سينسف "مقهى الحجاز، ومحلات تجارية عدة، متاخمة لمحطة الحجاز".

ملكية من؟

وليس من اليسير الوقوف على هوية المالكين الحقيقيين للشركة، غير أن أوساط مراقبة عدة أشارت إلى جهات مرتبطة بروسيا.

بالمقابل، لم تستبعد مصادر على صلة بالشأن الاقتصادي، أن يكون الإعلان عن المشروع وتأسيس الشركة، مرتبط بالنزاع على الثروة بين آل الأسد، وآل مخلوف.

وهو ما أشار إليه الباحث بالشأن الاقتصادي، يونس الكريم، موضحاً لـ "اقتصاد"، أن "فكرة مشروع مجمع نيرفانا تعود إلى عقد من الزمن، حيث أعطي المشروع للاستثمار للمرة الأولى في العام 2010، لشركات مقربة وتابعة لرامي مخلوف، غير أن اندلاع الثورة السورية، أوقف تنفيذه".

وأضاف، أنه في ذلك في الوقت كان مخلوف وأسماء زوجة الأسد، يمثلان مشروعاً واحداً، غير أن الخلافات الأخيرة والانقسام، أدى بالنظام إلى انتزاع ملكية مخلوف تدريجياً، معقباً: "الإعلان الذي أمامنا، هو أحد إجراءات الانتزاع تلك".

ويعني كل ذلك، وفق الكريم، أن الشركة (الحجاز للاستثمار السورية الخاصة) واحدة من الشركات الجديدة التي يؤسسها آل الأسد تباعاً، للاستحواذ على الممتلكات التي تمت مصادرتها من مخلوف.

ماذا عن إيران؟

مصادر خاصة، فضلت عدم ذكر اسمها، لم تجزم بملكية إيران للشركة الرابحة للمشروع، لكنها أكدت أن "أكثر ما يثير شهية إيران للاستثمار في دمشق، هي المدينة القديمة إلى جانب الفنادق".

وأوضحت أن "السيطرة على مركز المدينة، القلب التجاري لدمشق، هي سياسة إيرانية قديمة بدأتها طهران منذ عقود".

وتابعت المصادر، بأن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها النظام، جعلت طهران تنتهز الفرصة، للسيطرة على منطقة حيوية في دمشق، مقابل دعم النظام السوري، بمبالغ من القطع الأجنبي، إلى جانب المحروقات.

مشروع نيرفانا

وبحسب المعطيات المتوفرة، فإن مشروع نيرفانا، سيتضمن إنشاء فندق (خمس نجوم) ومجمع تجاري ومطاعم، على مساحة أرض تبلغ خمسة آلاف متر مربع بجوار محطة الحجاز، على أن تعود ملكية المجمع بالكامل بعد 45 سنة للمؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي.

ومن المنتظر أن ينذر أصحاب المحلات و"كازية الوليد" و"مقهى الحجاز"، بعد تصديق العقد، استعداداً لتنفيذ المشروع.

ترك تعليق

التعليق