جراء الفساد في "جيش الأسد".. قضية "معن عيسى" تتفاعل


ما زالت قضية اعتقال المقدم "معن عيسى" من قبل النظام تتفاعل، لا سيما بعد قيام عدد من الموالين على وسائل التواصل الاجتماعي بحملات للمطالبة بإطلاق سراحه فوراً.

وكانت مصادر إخبارية موالية أكدت قيام أجهزة النظام السوري باعتقال "عيسى" المقدم في سلاح الجو، على خلفية انتقاده كمية ونوعية الطعام التي توزع على جيش النظام، من خلال منشور على صفحته الشخصية في "فيسبوك".

وتحت عنوان "طفح الكيل"، قال عيسى: "تحملنا الجوع والعطش والحصار، تحملنا الحر والبر والأمطار، خضنا الموت ولم نمت، وضعنا فوق الجرح ملحاً مراراً وتكراراً، ولكن لا يمكن أن نقبل بما يحصل اليوم، فإذا كنتم تعتبرونا حيوانات نعلمكم أن طعامنا هو العلف والتبن، وإن كنتم تعتبرونا حشرات فإننا نقتات على الفضلات، ولكن غصبن عنكم نحن بشر وأشرف وأنبل منكم".

 وأضاف "عيسى" في منشوره: "نريد أن نسأل كل مسؤول عن إطعام الجيش العربي السوري، هل تقبل لابنك أن يأكل هذا؟ هل مروءتك تقبل أن نأكل طعاماً لا ترضاه الحيوانات؟ أين لجان التفتيش والتحقيق مما يحصل بحقنا؟، أين القيادات العسكرية والأمنية من هذا العهر الممنهج؟".

وأردف: "إن ما يحصل في موضوع الإطعام فساد يفوق الوصف والخيال، فلمصلحة من كل ذلك؟ من منكم يرضى بهكذا طعام؟، فهل هذا هو الوطن الذي نحارب من أجله؟".

وأنهى متسائلاً: "هل هذه مكافأة من قدم الغالي والنفيس على مذبح الحرية؟ إنكم عار على الوطن والزمن والتاريخ، إنكم أكبر خدم للأعداء والعملاء، لن نسكت بعد اليوم، سنرجمكم بقذارتكم ونفضح فسادكم وطغيانكم".

وما إن تم تأكيد خبر اعتقاله، حتى بدأت الأصوات تتعالى بضرورة إطلاق سراحه، في مؤشر واضح على مدى الغضب الذي يسود الأوساط الموالية.

وتعبيراً عن غضبها، كتبت "هيا الصالح" من مدينة حمص، على "فيسبوك": "اليوم زوجتك وابنك وأهلك أمانه بأعناقنا وأنت بالسجن بسبب كلمه الحق".

الأمر تكرر مع عدنان الخطيب، الذي أكد على "فيسبوك" استعداده لتحمل عقوبة "عيسى" المتحدر من قرية "كرم مغيزل" بطرطوس، بدلاً عن الأخير المصاب بإصابة حرب.

وذكّر الخطيب بـ "مآثر" المقدم، الذي شارك في معارك مطار منغ العسكري مع المعارضة، وكويرس مع "تنظيم الدولة"، وقال: "ما زال على رأس عمله رغم إصابته".

واللافت هنا، أن النظام لم يحسب الحساب للغضب الشعبي، وخصوصاً أن "عيسى"، يعد من الضباط البارزين في معركة مطار "كويرس".

من جانبه، أرجع القيادي في "الجيش الحر"، النقيب عبد السلام عبد الرزاق، اعتقال النظام لـ "عيسى"، إلى الحذر الكبير الذي يتعامل النظام بموجبه مع ضباط الجيش.

وقال لـ "اقتصاد": "النظام يعتمد على أذرعه الأمنية لإبقاء الجيش تحت سيطرته منذ زمن بعيد، ولكنه الآن وبعد أن ضاقت حلقات البقاء حوله، أصبح أكثر يقظة، وأكثر حزماً تجاه أي صوت يعتبره نشازاً".

وتابع عبد الرزاق: "لا يوجد مجال للاستهتار بأي صوت يخرج من مجتمعه المتجانس، وضباط وعناصر الجيش قدموا كل شيء لسيدهم، ولا يسمح للعبد أن يقول لا، مهما بلغت التضحيات".

وحسب القيادي، فإن فساد الجيش ليس بالأمر الجديد، وموضوع الإطعام يتم التلاعب به وسرقته من الجميع، موضحاً أن "كل مخصصات الجيش كانت دائماً مجال للسرقة المدروسة، حيث تدفع خزينة الدولة ثمن أجود أنواع الألبسة والطعام والفواكه ليصل إلى الثكنات الكميات القليلة والسيئة".

وأكد عبد الرزاق أن "السرقة تبدأ من قيادة الجيش وإدارة التعيينات والصفقات المشبوهة مع المتعهدين، إلى أن تصل إلى مراكز توزيع التعيينات، وأخيراً إلى قيادة القطعات والوحدات العسكرية".

ومن الواضح حسب مراقبين أن جيش النظام يعاني من الأوضاع الاقتصادية السائدة، وكذلك من غياب الدعم والتمويل الإيراني والروسي.

ترك تعليق

التعليق