لماذا تزايدت التوترات الروسية- الأمريكية في شرق سوريا؟


عكست حادثة التصادم الأخيرة بين دورية أمريكية وأخرى روسية في ريف محافظة الحسكة، واقع حال الصراع على توسيع النفوذ بين واشنطن وموسكو، في شمال شرق سوريا.

وسبق الحادثة، استقدام القوات الروسية والأمريكية تعزيزات عسكرية ضخمة إلى المحافظات الشرقية السورية، حيث استقدمت روسيا قبل أيام تعزيزات عسكرية إلى الرقة ودير الزور، وكذلك نصبت جسراً متحركاً فوق نهر الفرات، فيما استقدمت القوات الأمريكية تعزيزات جديدة إلى قاعدة "تل البيدر" شمالي الحسكة.

وصحيح أن التوترات وحوادث الاحتكاك ليست الأولى من نوعها، لكن كثرتها مؤخراً، خلفت عديداً من التساؤلات، عن الأسباب التي أدت إلى ذلك؟

تبعات الاتفاق النفطي

وفي الإطار العام للموضوع، ربط الخبير العسكري والاستراتيجي، العقيد أديب عليوي، تزايد التوتر الروسي- الأمريكي، بالاتفاق النفطي الذي وقعته "الإدارة الذاتية" التابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) مع شركة أمريكية، وقال لـ "اقتصاد": "تخوض روسيا ما يشبه الصراع المباشر ضد القوات الأمريكية في شمال شرق سوريا".

ورأى أن الغرض من السلوك الروسي، تثبيت وجود موسكو في تلك المناطق الغنية بالنفط، وخصوصاً بعد توقيع "قسد" اتفاقاً نفطياً مع شركات أمريكية، لتطوير حقول النفط.

وحسب عليوي، فإن الاتفاق النفطي أعطى شرعية أمريكية لـ"قسد" للسيطرة على آبار النفط، وهو ما يعني خروج روسيا من معادلة النفط السوري.

الباحث عبد الله النجار، وهو ضابط منشق عن فرع الأمن السياسي، قال لـ "اقتصاد": "لاشك أن تصاعد التوتر بين القوتين الروسية والأمريكية جاء بعد توقيع الاتفاق النفطي بين الشركة الأمريكية و(قسد)، حيث يحاول الروس إغلاق كل المعابر ومنع الأمريكان من تصدير النفط إلا بعد الاتفاق مع حكومة النظام".

استفزاز روسي

أما الباحث السياسي والكاتب الصحفي، فراس علاوي، فاعتبر أن ما يجري هو تصعيد روسي ومحاولات استفزاز مع اقتراب الانتخابات الأمريكية، لكنها لن تتحول لصدام لأن الروس يدركون خطورة ذلك.

وأضاف لـ "اقتصاد": "تحاول روسيا فرض أمر واقع، وتسعى إلى قراءة ردود الفعل الأمريكية والبناء عليها لاحقاً".

وقال علاوي: "أحد أهم أسباب تدخل روسيا في سوريا هو مناكفة الوجود الأمريكي في سوريا، وإعادة روسيا كقوة دولية من البوابة السورية، لذلك ما يجري هو نوع من الاستفزاز الروسي واختبار للردود الأمريكية، لكن لا أعتقد بأنها ستذهب نحو الصدام، فالساحة السورية غير مهيأة لحرب مفتوحة بسبب تشابك الملفات وتعقيداتها".

وكانت وزارة الدفاع الروسية، قد أعلنت عن إطلاق عمليات واسعة لتعقب تزايد نشاط المسلحين في المنطقة الشرقية، والقضاء على فلول الجماعات القادمة من المنطقة التي تخضع لسيطرة الولايات المتحدة.

وقال الناطق باسم القوات الروسية في سوريا إن وسائل الرصد أظهرت زيادة ملحوظة في نشاط المسلحين في مناطق وسط سوريا، ومقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" نجحوا في تعزيز مواقعهم واستعادة قدراتهم، بعد العفو الذي أصدرته إدارة شمال شرقي البلاد التي تسيطر عليها الولايات المتحدة.

وإلى جانب ذلك، تعمل روسيا على التغلغل داخل العشائر السورية في مناطق سيطرة "قسد"، لزعزعة الاستقرار وضرب المخططات الأمريكية، وفق وصف مراقبين.

ترك تعليق

التعليق