صرّافون في شرقي الفرات يوضحون سبب عدم استقرار الليرة السورية


أكد عدد من الصرافين في منطقتي تل أبيض ورأس العين - شرقي الفرات، أن هناك إقبالاً كبيراً من قبل السكان على شراء الدولار الأمريكي وتبديل الليرة السورية، وذلك خشية من انهيارها مجدداً بعد أن بدأ الدولار الواحد يتجاوز عتبة الـ 2300 ليرة سورية.

وأشار الصرافون في حديثهم لـ "اقتصاد"، إلى أن هناك توافر ملحوظ للسيولة بالليرة السورية لدى السكان في تلك المناطق، مرجعين السبب إلى موسم القمح والشعير، وإصرار الفلاحين على بيع محاصيلهم بالليرة السورية أو حتى الليرة التركية.

وفي رد على سؤال حول الأسباب الرئيسة التي تقف وراء عدم الاستقرار في سعر الصرف بالنسبة لليرة السورية مقابل الدولار، خاصة في هذه الفترة، أوضح صراف يعمل في منطقة تل أبيض لـ "اقتصاد"، أن "الأسباب كثيرة لكن من أهمها الإقبال الكبير على شراء الدولار كون هناك ليرة سورية بكميات كبيرة لدى السكان، يضاف إلى ذلك أن السوق بشكل مستمر يرتفع وينخفض، وهناك باستمرار حالة من العرض والطلب".

وعن اتجاه سعر الصرف المرتقب في المدى المنظور لليرة السورية، أكد مصدرنا أنها "ستبقى غير مستقرة ونهايتها هي الانهيار أكثر وأكثر"، حسب وصفه.

ووصل سعر صرف الليرة السورية في منطقة تل أبيض، يوم الأربعاء، إلى 2300 ليرة سورية للشراء، و2350 ليرة سورية للمبيع.

وبالتوجه صوب منطقة رأس العين، قال أحد الصرافين لـ "اقتصاد" إنه "يوجد عرض وطلب كبير على الدولار، وقبل شهرين كان هناك استقرار بسعر صرف الدولار من 2200 حتى 2300 ليرة سورية، وحالياً يوجد طلب كبير لشراء العملة الأجنبية، خاصة أن الناس بدأت تتخوف من ارتفاع الدولار إلى 3000 ليرة سورية".

وأكد مصدرنا أن "الليرة السورية متوفرة بكثرة بين أيدي الأهالي، وبالتالي هناك طلب كبير على شراء العملة الصعبة في رأس العين وخاصة الدولار".

وأشار مصدرنا إلى أن "الموسم الحالي هو موسم الحنطة والشعير في المنطقة، والفلاحون لا يقبلون بيع محاصيلهم إلا بالليرة السورية".

وفي رد على سؤال حول اتجاه سعر صرف الليرة السورية في المدى المنظور، أكد مصدرنا أن "الليرة السورية مقبلة على المزيد من التراجع، فيوم أمس (الثلاثاء) كان سوق الصرف غير مستقر بعد أن كاد يصل سعر صرف الدولار إلى 2380 ليرة سورية للشراء، و2420 ليرة سورية للمبيع".

صرف آخر يعمل ما بين تركيا والشمال السوري، قال لـ "اقتصاد"، إن سبب عدم استقرار سعر صرف الليرة السورية هو "اللعبة التي تلعبها جماعات النظام مع كبار الصرافين في سوريا، من خلال تخزين الليرة السورية، ومن ثم سحب الدولار بشكل كبير جداً".

وأضاف مصدرنا أن "الخطة واضحة حالياً وهي تكبيد كل شخص يبيع ويشتري دولاراً، سواء مكاتب أو أفراد، تكبيدهم خسائر من خلال رفع سوق الطلب على كميات كبيرة من الدولار، وبعدها طرح كميات أكبر للدولار".

وعن مستقبل سعر صرف الليرة السورية في المدى المنظور، أجاب مصدرنا أن "مستقبل الليرة السورية (والله أعلم) إلى هبوط مقابل الدولار، بسبب تحكم المافيا بشكل أساسي فيه، وفي حال انتهاء اللعبة يعود المسار الطبيعي للدولار".

صراف آخر في الشمال السوري أرجع في حديثه لـ "اقتصاد"، سبب عدم استقرار الليرة السورية أمام العملات الصعبة إلى "العقوبات المستمرة التي تفرض على النظام في سوريا".

يشار إلى أن النظام وداعميه في سوريا يخضعون لقانون "قيصر" الذي دخل حيّز التنفيذ في 17 حزيران/ونيو الماضي، حيث فرضت بموجبه وزارتا الخارجية والخزانة الأمريكيتين عقوبات مشددة شملت لأول مرة "أسماء الأسد" زوجة "بشار الأسد"، إضافة لعدد من الشخصيات والشركات الداعمة للنظام.

ومؤخراً وجهت واشنطن تحذيراً شديد اللهجة لـ "بشار الأسد"، مؤكدة أنها لن ترفع العقوبات عن النظام إلا حين الإفراج عن جميع المحتجزين في سجونه بشكل تعسفي، مشيرة إلى أن عائلة الأسد وأعوانه يعيشون في رفاهية وثراء على حساب السوريين، حسبما نشرت "سفارة الولايات المتحدة في دمشق"، على صفحتها في "فيسبوك".

ترك تعليق

التعليق