لماذا تراجع سعر صرف الليرة السورية في الآونة الأخيرة؟


أرجعت مصادر عاملة في مجال الصرافة، تراجع سعر صرف الليرة السورية في الآونة الأخيرة، إلى زيادة الطلب على الدولار الأمريكي من قبل الشركات، مع اقتراب موعد الجرد المالي السنوي.

وقال صرّاف في الشمال السوري لـ "اقتصاد"، إن الشركات تتحضر مع اقتراب نهاية العام لإجراء الحسابات السنوية، وهذه العمليات تتم بالدولار الأمريكي، ما يعني تحويل السيولة لديها من الليرة السورية إلى الدولار الأمريكي.

وحسب الصرّاف فإن مسار الليرة سيتسمر بالتراجع التدريجي حتى نهاية العام الجاري.

من جانبه ربط صرّاف آخر، التراجع في سعر الصرف، بالحديث عن اعتزام النظام طباعة أوراق نقدية جديدة من فئات كبيرة. وقال الصرّاف لـ "اقتصاد": "معلوم أن ضخ الأوراق النقدية الجديدة يلازمه دائماً انهيار في سعر صرف الليرة".

وفي منطقة أخرى من سوريا، أكد صرّاف عامل في تل أبيض بشمال شرق البلاد، لـ "اقتصاد"، أن سبب تراجع سعر صرف الليرة السورية مقابل العملات الصعبة وخاصة الدولار يعود إلى الإقبال الكبير من السكان على شراء الدولار، مشيراً إلى أن هذا الإقبال سببه الخوف الشديد والقلق من مستقبل الليرة السورية.

وذكر مصدرنا أنه يلاحظ في عموم المنطقة الطلب الكبير على القطع الأجنبي خاصة مع انتهاء موسم القمح، والطلب حالياً كله على الدولار، وهناك فرق كبير بسعر الصرف بين سوق دمشق وسوق تل أبيض وما حولها، والفرق يتجاوز الـ 100 ليرة، فمثلاً يصل سعر سوق تل أبيض إلى 2520 ليرة سورية للدولار، بينما في دمشق يصل إلى 2670 ليرة سورية.

وأضاف مصدرنا أن "هناك طلب كبير على القطع الأجنبي (دولار وتركي) من قبل تجار المواد المواد التموينية، وهذا يؤدي إلى زيادة الطلب على العملة الأجنبية وانخفاض العملة المحلية".

ورجّح مصدرنا بأن الليرة السورية ستشهد انخفاضاً حاداً في المدى المنظور، وسط توقعات بأن يرجع سعر صرفها إلى ما بين 2700 و3000 ليرة للدولار الواحد.

وبالتوجه صوب رأس العين، قال أحد الصرّافين لـ "اقتصاد"، إن "التصريحات السياسية وزيادة حدتها من عدمه، يلعب دوراً كبيراً في التأثير على سعر صرف الليرة".

وأضاف محدثنا أن "هناك إقبال كبير في رأس العين على تبديل العملة السورية إلى دولار، وهذا الإقبال مستمر منذ فترة ليست بالقصيرة".

صرّاف آخر، يعمل في تحويل العملات بين تركيا والشمال السوري قال لـ "اقتصاد"، إن "السبب في ذلك (يقصد تراجع الليرة الأخير) ما هو إلا عبارة عن تجارة رابحة لدى أصحاب رؤوس الأموال التابعين للنظام، وللبنك المركزي نصيب كبير منها، بحيث يتم طلب كميات كبيرة من الدولار بالسوري الموجود لديهم، وبعدها طرح الدولار بقوة وبالتالي يهبط الدولار وتخسر أكبر شريحة من الناس والمضاربين"، مؤكداً أن "الليرة تتجه نحو هبوط حاد"، وفق تقديره.

وتراجع سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار، بوتيرة متسارعة، خلال الأيام الخمسة الفائتة، ليستقر عند أدنى سعر له في دمشق، منذ 21 حزيران/يونيو الفائت، وذلك وفق أسعار إغلاق مساء السبت 14 تشرين الثاني/نوفمبر.

ترك تعليق

التعليق