معلومات غير دقيقة متداولة عن رحلة طيران بين دمشق والرياض


تداولت مصادر إعلامية، معلومات غير دقيقة عن استئناف رحلات الطيران بين دمشق والعاصمة السعودية الرياض، بصورة مباشرة، وذلك يوم الاثنين.

كانت شركة "أجنحة الشام" للطيران، المملوكة لـ رامي مخلوف ابن خال بشار الأسد، قد نفّذت أول رحلة طيران بين دمشق والرياض. لكن الرحلة، بخلاف ما تناقلته بعض المصادر، لم تكن مباشرة، بل كانت ترانزيت، عبر الكويت. ولم تنفذها "أجنحة الشام" بكاملها، بل نفذتها شركة "ناس" السعودية للطيران، بين الرياض والكويت، بينما نقلت "أجنحة الشام" ركاب الرحلة ذاتها، من الكويت إلى دمشق.

وأشارت "أجنحة الشام" في معرض إجاباتها على تساؤلات معلقين على صفحتها الرسمية في "فيسبوك"، بخصوص الرحلة المشار إليها، إلى أنها رحلة ترانزيت على مرحلتين، بين الرياض – الكويت، ومن ثم الكويت – دمشق. وأنها ستتم كل يوم أحد.

وأوضحت الشركة في ردودها على تساؤلات معلّقين، بأنه لن تكون هناك رحلة إياب، من دمشق إلى الرياض (عبر الكويت)، في الوقت الراهن.

وقرأت بعض المصادر الإعلامية هذه الرحلة على أنها شكل من أشكال التطبيع الذي يسير على وتيرة هادئة، بين نظام الأسد والمملكة العربية السعودية، منذ أكثر من عام. لكن لم تتم الإشارة في هذه القراءة، إلى أن الرحلة ترانزيت، وأن من قامت بنقل ركاب الرحلة بين الرياض والكويت، هي شركة طيران سعودية.

وأشارت شركة "أجنحة الشام" للطيران، إلى أنها تتولى حجز كامل الرحلة، عبر وكلائها الممثلين بعدد من مكاتب السفر والسياحة داخل السعودية. مما يشير إلى وجود تفاهم بين الشركة السورية، وبين نظيرتها السعودية، "ناس"، لإدارة الرحلات بين دمشق والرياض، عبر الكويت.

وشركة طيران "ناس"، هي شركة طيران سعودية خاصة، تعمل بنظام الطيران منخفض التكلفة. ومقرها الرياض.

هذا وتخضع شركة "أجنحة الشام"، لعقوبات أمريكية منذ كانون الأول/ديسمبر 2016، نظراً لدورها في دعم حكومة النظام السوري، خاصة على صعيد رحلاتها إلى العاصمة الإيرانية طهران. كما أنها كانت مسؤولة عن نقل المرتزقة الروس والمتعاقدين العسكريين إلى دمشق. وتذهب تقديرات إلى أن "أجنحة الشام"، نقلت ما بين 2000 إلى 3000 مرتزق روسي، قاتلوا في سوريا، إلى جانب نظام الأسد.

ويواجه رامي مخلوف، ابن خال رأس النظام، بشار الأسد، أزمة مع الأخير، منذ صيف العام 2019، وصلت ذروتها في ربيع العام الجاري، حيث حُجز على أموال مخلوف المنقولة وغير المنقولة، ومُنع من السفر، في مشهد يرجعه مراقبون إلى رغبة بشار الأسد في تعزيز دوره ودور زوجته، أسماء، في إدارة الأموال المنهوبة من الاقتصاد السوري، على مدار العقود الماضية.

ورغم إجماع معظم المراقبين على أن مُلكية "أجنحة الشام" للطيران تعود لـ رامي مخلوف، إلا أنه من غير الواضح مدى قدرته على إدارتها، في ظل القيود القانونية المفروضة عليه، منذ نيسان وأيار/أبريل ومايو الفائت. ومن غير الواضح إن كانت الشركة ما تزال، بالفعل، خاضعة لسيطرة مخلوف، أم أنها باتت تحت سيطرة رأس النظام وعقيلته، على غرار شركة "سيرياتيل"، التي باتت قانونياً، تحت سيطرة حكومة النظام السوري، منذ أن خضعت للحراسة القضائية، بموجب قرار من القضاء السوري الخاضع لرأس النظام، بشار الأسد.

وفي كانون الأول/ديسمبر الفائت، حجزت حكومة النظام على أموال رجلُي أعمال، هما محمد أنور شموط، ومحمد عصام شموط، ضمن شركة أجنحة الشام للطيران. ويُعتقد أن الرجلين واجهة لـ رامي مخلوف، في شركة الطيران. لكن نشاط الشركة خلال العام 2020، لم يتأثر بهذا الحجز الذي لم يطل الشركة ذاتها، بشكل مباشر.

كانت آخر رحلة للخطوط الجوية السورية إلى السعودية، قد تمت في العام 2016، قبل أن تتوقف كل الرحلات المباشرة بين دمشق والرياض، حتى الآن.


ترك تعليق

التعليق