تركيا تنشر محارس على "إم-4" في إدلب.. تمهيداً لافتتاحه أم ماذا؟


تباينت تفسيرات المراقبين حول الأهداف التركية من زيادة الانتشار العسكري على الطريق الدولي حلب- اللاذقية (إم-4).

وكان الجيش التركي، قد بدأ بإنشاء محارس على طول الطريق الدولي الذي يمر في إدلب، واضعاً محارس إسمنتية مزودة بكاميرات مراقبة، ومحمية بزجاج مضاد للرصاص.

تمهيداً لفتح الطريق

ويرى المحلل السياسي عبد الكريم العمر، أن التحركات التركية على الطريق الدولي من توزيع المحارس وزيادة الانتشار العسكري على جانبيه، يأتي في إطار اتفاق "سوتشي" الموقع في آذار الماضي.

وأوضح لـ "اقتصاد" أن الطرفين التركي والروسي اتفقا على فتح الطرق الدولية أمام حركة العبور، والتحركات التركية الأخيرة تصب في هذا الإطار.

وقال العمر: "ربما نشهد في الشهور القادمة إعلاناً عن افتتاح الطريق الدولي، بعد استكمال تركيا الاستعدادات لذلك"، مؤكداً أن "الانتشار التركي على الطريق سيكون إلى جانب قوات من فصائل المعارضة".

وحسب المحلل السياسي، فإن التحركات التركية على الطريق الدولي تؤكد بشكل واضح أن الخلافات التركية- الروسية حول إدلب في طريقها للانتهاء، مضيفاً: أنه "بعد الانتشار التركي الواسع جنوبي إدلب، لم يعد من الوارد انزلاق المنطقة نحو تصعيد جديد ضد جبل الزاوية".

وتابع بأن سحب تركيا لنقاط المراقبة التي صارت في عمق مناطق سيطرة النظام، يأتي نتيجة للتفاهمات التركية- الروسية، موضحاً: "طالبت روسيا في وقت سابق تركيا بسحب هذه النقاط، ورفضت أنقرة ذلك، وفيما بعد استجابت وفق تفاهمات على فتح الطريق الدولي، مقابل وقف أي هجوم جديد من النظام في محيط إدلب".

حذر تركي

في المقابل، قال الكاتب الصحفي إبراهيم إدلبي، إن التحركات العسكرية التركية على الطريق الدولي تعكس خلافات تركية روسية حول الملف السوري.

وفي حديثه لـ "اقتصاد"، أوضح أن تركيا تعزز انتشارها على الطريق الدولي لحمايته من أي هجوم مباغت من قبل قوات النظام بدعم روسي وإيراني، مشيراً إلى الخلافات بين أنقرة وموسكو على ملف شرق الفرات.

من جانب آخر أشار إدلبي إلى أن تركيا تريد وقف التهديدات التي تعترض طريق الدوريات المشتركة مع روسيا على الطريق الدولي، وقال: "تعرضت الدوريات لأكثر من هجوم بهدف تعطيلها وبالتالي تعطيل الاتفاق التركي الروسي حول إدلب".

وتابع قائلاً: "تحاول تركيا فرض الأمر الواقع في محيط إدلب، وتعزز انتشارها في المنطقة نتيجة المخاوف من هشاشة اتفاق (سوتشي)، وخصوصاً أنه لا زال هناك خلافات واضحة على تفسيرات بنود الاتفاق".

في السياق، واصلت تركيا استقدام التعزيزات العسكرية إلى محيط إدلب، وشهد معبر كفر لوسين دخول رتل كبير يضم عشرات الآليات العسكرية منذ بضعة أيام.

ويمكن القول، أن اتفاق سوتشي الذي أوقف المعارك في إدلب منذ آذار الماضي، قد دخل في مرحلة جديدة، أي الانتقال إلى مرحلة البناء على الاتفاق لافتتاح الطرق الدولية، وتثبيت حدود السيطرة الحالية بانتظار تقدم في المسار السياسي.

ترك تعليق

التعليق