خبير بالشأن الإيراني: روسيا وإيران دخلتا في حالة صراع على النفوذ


تعكس الأنباء التي تصل من البوكمال تغيراً في شكل العلاقة التحالفية بين روسيا وإيران، ما يؤكد وجود تضارب في المصالح بينهما.

وكانت شبكات إخبارية محلية ومصادر خاصة لـ "اقتصاد"، كشفت عن قيام روسيا بسحب جنودها من نقاط تمركزها في مدينة البوكمال شرق دير الزور، قبيل تعرض مواقع عسكرية إيرانية في المنطقة لغارات جوية إسرائيلية وصفت بـ"الأعنف"، ليل الثلاثاء- الأربعاء.

وأكد الناشط الإعلامي "أبو الوليد" من مدينة البوكمال، في حديث خاص لـ"اقتصاد"، أن جنوداً روس انسحبوا من المقر الروسي في بناء الفندق السياحي في مركز المدينة قبل يوم واحد من الضربات، وأبقوا المقر تحت حراسة قوات تابعة لمليشيا "القاطرجي".

كذلك، وفقاً للناشط فإن القوات الروسية انسحبت في وقت سابق، من مقر عسكري في البادية السورية على مقربة من الحدود العراقية.

وقال أبو الوليد، إن تحركات الروس أثارت ريبة واستياء المليشيات الإيرانية، وخصوصاً أن الضربات التي تلقتها الأخيرة كانت غير مسبوقة، وأوقعت خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوفها.

وحسب الناشط الإعلامي، فإن الواضح أن سحب روسيا قواتها من المنطقة، يأتي لغرض تجنب أي خسائر في صفوفها، ما يبدو وكأن روسيا قد أُخطرت بشكل مسبق بالغارات.

بتنسيق مع الروس

وقال الخبير بالشأن الإيراني ضياء قدور، إن الغارات الجوية الإسرائيلية تتم بتنسيق مع روسيا، وهذا ما أكدته تصريحات صادرة عن الاحتلال، وبالتالي فإن التنسيق هنا بديهي.

وأضاف لـ"اقتصاد" أن استهداف البوكمال التي شهدت في الآونة الأخيرة حالة أقرب إلى الصراع على النفوذ بين روسيا وإيران، يؤكد كذلك أن هناك تنسيق روسي- إسرائيلي.

وما يؤكد ذلك، من وجهة نظر قدور، هو عدم تعرض أي جندي روسي للأذى نتيجة الضربات الإسرائيلية في سوريا، خلال العامين الماضيين.

وتابع بأن ما أثار امتعاض المليشيات الإيرانية هو غياب أي دور للمنظومات الدفاعية الجوية الروسية (أس-300)، رغم وجود هذه المنظومات في مناطق تعرضت للغارات الإسرائيلية، وتحديداً في منطقة الكسوة جنوب دمشق، التي تعرضت للضربات لأكثر من مرة.

وحسب قدور، فإن الأنباء عن انسحاب روسي مؤقت من البوكمال، لا يعني بحال من الأحول تخلي روسيا عن تواجدها العسكري هناك، وقال: "في حال صحت الأنباء عن انسحاب روسي من البوكمال، فإن روسيا لن تترك المنطقة".

هل يتأثر التنسيق الروسي- الإيراني في سوريا؟

وفي رده على ذلك، قال إن إيران تعتقد أنها أن قادرة على حماية قواتها خلف ظهر روسيا في سوريا، غير أنها تعلم تماماً أن هناك تنسيقاً روسياً استخباراتياً وعسكرياً مع إسرائيل.

وأضاف قدور، أنه في الوقت الحالي لا تحالف بين روسيا وإيران، والحديث عن ذلك صار من الماضي، لأن الهدف الذي كانت تسعى إليه كل من موسكو وطهران قد تحقق، أي تثبيت نظام الأسد، منهياً بقوله: "العلاقة الآن بينهما اتجهت للتنافس على النفوذ والسلطة في سوريا".

وتسببت الغارات التي طالت أكثر من موقع عسكري تابع للنظام والمليشيات الإيرانية في البوكمال ومركز دير الزور، بسقوط عشرات القتلى والجرحى.

ترك تعليق

التعليق