رسائل تهكم وسخرية من الوضع الاقتصادي في مناطق النظام.. ما دلالاتها؟!


تثير الرسائل التي يتم نشرها من الداخل السوري وتحديداً من مناطق سيطرة النظام على صفحات وشبكات موالية للنظام في وسائل التواصل الاجتماعي، والموجهة للمغتربين في الخارج، الكثير من الأسئلة حول دلالات تلك الرسائل وتوقيتها والهدف منها.

إذ تحمل هذه الرسائل نوعاً من التهكم الواضح على الوضع المعيشي وغلاء الأسعار وتردي الخدمات في الداخل السوري، في حين أن بعضها يناشد لمساعدة المواطنين في مناطق سيطرة النظام، في ظل الأزمة الاقتصادية التي تتفاقم يوماً بعد يوم.

ومن الرسائل التي رصدها موقع "اقتصاد"، وتم نقلها كما نُشرت بـ "العامية" ومنها:
 
"النساء فقط على طابور الخبز
والرجال على طابور المحروقات
والمسنين على طابور الجمعية لأخذ مستحقاتهم من السكر والرز
والأطفال بالشوارع
نعم هنا سوريا  نعم هنا سوريا نعم هنا سوريا".

ومن الرسائل الأخرى التي تم رصدها ونشرها على منصات التواصل الاجتماعي، ولاقت تفاعلاً كبيراً من رواد تلك المنصات حتى من الموالين أنفسهم:

"عندما تكون أقصى أحلامك كمواطن
ربطه خبز ولترين مازوت
وجرة غاز
فاعلم عزيزي المواطن أنك لست على قيد الحياة".

رسالة أخرى تم رصدها وكانت موجهة بشكل خاص للمغتربين خارج سوريا، والتي تشير إلى غلاء الأسعار وعدم قدرة الناس الشرائية على دفعها، إضافة إلى مناشدات لدعم من هم داخل مناطق سيطرة النظام:

"رسالة موجهة الى المغتربين
كيلو اللحم الضأن بـ 20 الف
كيلو  شرحات الدجاج 8800
صحن البيض 6000
كيلو البندورة 1000
كيلو البطاطا 650
جزرة بقدونس 100
ليتر زيت أبيض 4900
كيلو السكر 1600
كيلو الرز 2500
قنينة الغاز وقت تتواجد بـ 20000
ليتر المازوت إذا تأمن 1250
راتب الموظف بالمتوسط 60 ألف
لك حدا يسأل الشريف المعتر من وين عم يعيش وخصوصي إذا عنده آجار بيت..
أخواتنا المغتربين وكلامي لبعضكم معلش استغنوا عن حق فنجان نسكافيه وبسكوتة سنيكرز يوم بالأسبوع.. ومعلش اطبخوا طبخة لحمة مرة بالأسبوع..
وفروا لو 50 دولار وابعتوا لعيلة عايشة بسوريا..
ابعتو لأهلكم.. أكيد عندكم أهل وقرايب لسا بسوريا..
بنجلط وقت بشوف حدا عايش حياته بالطول وبالعرض وسفر وأكل وعزايم.. وعندو أخ أو أخت أو ابن عم عايشين بالشام ومو عرفانين يشتروا لولادهم لقمة لحمة أو حتى نص فروج بالشهر
معلش استغني عن 50 دولار بالشهر وابعتها لحدا من معارفك أو قرايبك، الخميسن دولار ما رح تعمل معك شي بس بفرق العملة رح تعمل كتير مع أسرة معترة وفقيرة".

في حين نشر أحد المواطنين القاطنين في دمشق القديمة، وحسب ما وصل لـ "اقتصاد"، رسالة تحمل الكثير من المعاناة بسبب ما يعانيه المواطن في مناطق سيطرة النظام:

"سيارات مصفوفة يمين شمال, شوارع فاضية
طوابير على كلشي، شغل واقف
ناس عم تحكي مع حالا حسرة من هون و وجع و ألم من هون .
فقر، غلاء، مرض، تعب، هموم كل الأسعار بالنار مافي شي رخيص (غير البني آدم )
ناس تعبانة .. ناس مخنوقة ناس يا دوب عم تقدر تطالع لقمة عيشا .. كآبة بكل محل وبكل بيت".

ورصد "اقتصاد" رسالة تحمل المزيد من السخرية والتهكم من الطوابير البشرية على أبواب الأفران ومحطات الوقود، والتي خلفتها الأزمة الاقتصادية التي تسبب بها النظام وداعميه:

"إن المواطن في الجمهورية العربية السورية
يعيش أجمل اللحظات فهو قد جعل الطوابير والوقوف
على محطات الوقود نزهة
يقبلون بعضهم البعض
يتسامرون
وينشدون الأهازيج والمواويل
يضيفون بعضهم البعض الحلوى والتسالي
لقد جعلوا من هذه الطوابير عرس وطني بكل ما تعنيه الكلمة من معنى
من كلمات مأمون شحمه آخر خطبة له بالجامع الاموي
تم بعدها ايقافه عن المهنة لأن الحكومة ذات نفسها صدمت
ههههههههه".

وتعليقاً على كل تلك الرسائل التي تم رصدها على منصات التواصل التابعة لموالين للنظام، قال الحقوقي والمهتم بالشأن الاقتصادي والخدمي في سوريا "عبد الناصر حوشان" لـ "اقتصاد": "للأسف كل هذه الصور والمناشدات رغم أنها تعبر عن الحالة المزرية للشعب الذي يرزخ تحت نير النظام، إلا أنها تساعده في التحايل على العقوبات الدولية والاستفادة من المساعدات الإنسانية التي تقدم للشعب، في الحفاظ على حاضنته الخاصة من المقربين على حساب بقية الشعب الذي يعاني ويلات الفساد والغلاء والحصار".

وأضاف: "طبعاً الوضع المتردي لا يمكن لعاقل أن يرمي نفسه فيه سواء كان مؤيداً أو معارضاً، وهذا سبب عزوف المغتربين المؤيدين عن العودة وسبب من أسباب الآخرين لعدم التفكير بالعودة".

ورأى أن "المطالبة بدعم الداخل من قبل هؤلاء المغتربين قد يجد أذن صاغية من مؤيدي النظام، الأمر الذي يساهم في تحقيق بعض الاستقرار أو الحيلولة دون الانهيار الكامل للاقتصاد ووقف أي انتفاضة شعبية على النظام بسبب الجوع".

وأشار إلى أنها "رسالة أخرى تفيد بعدم العودة لأن العودة سترهق النظام اقتصادياً أكثر مما هو عليه وهو لا يحتمل ذلك".

ويرى مراقبون أن هذه الرسائل زادت وتيرتها، خاصة بعد عقد النظام وبرعاية روسية وإيرانية، ما يسمى "مؤتمر اللاجئين"، في تشرين الثاني/نوفمبر 2020، والذي لاقى ردود فعل غاضبة من الموالين أنفسهم تجاه المساعي لعقد هذا المؤتمر، في ظل الظروف التي تشهدها سوريا والواقع الاقتصادي والمعيشي المتردي، ومشاهد طوابير الخبز والمحروقات التي تتفاقم يوماً بعد يوم.

ترك تعليق

التعليق