قنصلية إيرانية بحلب.. مشهد اقتصادي جديد، أسياده قادة المليشيات


تنظر الأوساط المعارضة إلى اعتزام طهران افتتاح قنصلية لها في مدينة حلب، بقلق متنام، وهي الخطوة التي أعلن عنها وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، خلال زيارته دمشق، قبل يومين. وبهذا التوجه نحو حلب، ترسّخ إيران وجودها بأسلوب جديد، لا يطغى على شكله الجانب العسكري (المليشياتي) المُعتاد طوال الأعوام السابقة. 

ويحذر سوريون من مد إيراني اقتصادي في حلب، التي لا بد عند الحديث عنها من النظر إلى الثقل الاقتصادي الذي تشكله المدينة على المستوى السوري.

ومن الواضح لكثير منهم، أن زيادة عدد أتباع إيران في حلب، اقتضى فتح قنصلية، إلى جانب تخطيط إيران للهيمنة على اقتصاد حلب .

ويتضح أن الإعلان عن التحضير لافتتاح قنصلية إيرانية في حلب، مجرد تحصيل حاصل، إذ يؤكد الباحث في مركز الدراسات الإيرانية في أنقرة "إبرام"- الدكتور عبد محمد عبد المجيد-، أن القنصلية الإيرانية، بدأت العمل في حلب بشكل غير رسمي، منذ مدة تزيد عن العامين، ويوضح أنها "نشطت في مجال إقامة الفعاليات المذهبية والعلاقات العامة، بالتنسيق مع المكتب التجاري الإيراني في حلب".

 وأضاف على حسابه في "تويتر"، أن الإعلان عن القنصلية رسمياً، يؤشر إلى أن إيران تهدف في المرحلة القادمة لتعزيز نفوذها غير العسكري في سوريا .

ويتقاطع حديث الباحث مع أنباء كانت قد راجت في العام 2018، عن اتفاق على افتتاح القنصلية الإيرانية في حلب، تم التوصل إليه خلال زيارة أجراها وفد اقتصادي إيراني في حينها إلى المدينة.

وعلى صعيد الأهداف الإيرانية، أشار الباحث بالشأن السوري أحمد السعيد، إلى سعي إيران الحثيث الهادف إلى تمكين وجود أتباعها في المشهد الاقتصادي الحلبي .

وبيّن لـ"اقتصاد"، أن إيران بصدد تمكين طبقة الأثرياء الجدد (قيادات المليشيات) في حلب، حيث تعمل على خنق تجار حلب، وابتزازهم من قبل المليشيات المدعومة منها، لإقصاء المنافسين التقليديين، وفرض هذا الواقع الجديد.

 وأوضح أنه "على سبيل المثال، يتم ابتزاز الشاحنات المحملة بالبضائع للتجار الحلبيين من قبل عناصر حواجز المليشيات الإيرانية"، مؤكداً في هذا السياق أن عدداً كبيراً من تجار حلب، يخططون لمغادرة حلب نهائياً، علماً أن نسبة من حافظ على وجوده في حلب، قليلة أصلاً .

وبذلك، وفق السعيد، يتضح أن الهدف من القنصلية الإيرانية، هو "إعادة ترتيب اقتصاد حلب، بما يتناسب وأهداف إيران المرتبطة بالوجود الطويل الأمد، أو قُل الاحتلال".

أما الكاتب المختص بشؤون إيران، عمار جلو، فقد خالف فكرة السعيد، معتبراً أن "الحسابات المذهبية (التشيّع) هي الشغل الشاغل للقنصليات والسفارات الإيرانية أينما وجدت".
 
وفي حديثه لـ"اقتصاد" قال: "الواضح أن القنصلية ستكون في خدمة هدف نشر المذهب الشيعي والغزو الثقافي، بعد أن وسعت إيران من عملياتها هذه في أرياف حلب الشرقية والجنوبية".

 وأضاف جلو، أن "الدور الإيراني أدى إلى تمزيق المجتمع السوري من الداخل على أساس المذهب".

وفي السياق، طالبت حركة "العمل الوطني من أجل سوريا" بضرورة العمل على خلق جهد عربي مشترك ضد إيران في سوريا.

وقالت إن إعلان إيران عن افتتاح قنصلية لها في حلب، يعد جزء من هيمنتها على حاضنة سوريا الاقتصادية وتأكيداً لتمددها أمنياً وسياسياً واقتصادياً، وأضافت "يستهتر هؤلاء بالنظام عندما يعلنون فتح قنصلية من طرفهم بينما ينشرون مرتزقتهم في أغلب مدن سوريا".

ترك تعليق

التعليق