بعد جهود مضنية.. "عمرو سالم"، ينجح بالعودة إلى الوزارة


أصدر رئيس النظام السوري، بشار الأسد، مرسوماً تشريعياً، أعلن فيه عن تشكيلة الحكومة الجديدة برئاسة حسين عرنوس، والتي لم يطرأ عليها أي تعديل باستثناء تعيين عمرو سالم، وزير الاتصالات الأسبق، وزيراً للتجارة الداخلية بدلاً من طلال البرازي، وتعيين بطرس حلاق وزيراً للإعلام بدلاً من عماد سارة.

وكان آخر وأبرز ما كتبه عمرو سالم على صفحته الشخصية في "فيسبوك" قبل أن يعلن توقفه عن انتقاد أي وزارة، هو انتقاده لقرار وزير التجارة الداخلية، عندما أصدر قراراً يشرعن فيه صناعة أشباه الألبان والأجبان قبل أكثر من شهرين.

وكان سالم من أبرز الوزراء السابقين الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، والذين يتوددون لبشار الأسد بمناسبة وغير مناسبة، لدرجة وصلت إلى إراقة ماء الوجه، بحسب وصف أحد المعلقين.

 وكانت منشوراته تثير الكثير من التساؤلات عن سر اهتمامه بالشأن الحكومي السوري وخصوصاً ما يتعلق بموضوع الاتصالات، بالإضافة إلى الحديث عن بطولاته وانجازاته، في شتى المجالات التي عمل فيها، من "مايكروسوفت" في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، ومن ثم تسلمه دفة الوزارة من العام 2005 حتى العام 2008، والخروج منها بفضيحة فساد مدوية لاتزال آثارها عالقة به حتى اليوم.

وما كان يلفت الانتباه في منشورات الوزير الأسبق عمرو سالم، هو التأكيد على نزاهته، وسرد الإغراءات التي تعرض لها عبر سنوات عمله، والتي كان له أن يجني منها أموالاً طائلة، إلا أنه كان يرفض أن يسعى إلى مصالح شخصية، ويعتبر ما يقوم به، هو مهام وطنية وعلمية، بحسب وصفه.

وكتب أحد المرات: "عندما وافقت على توقيع العقد مع شركة مايكروسوفت وقبول عرضهم الّذي عدّلوه ثلاث مرّاتٍ ظنّاً منهم أنّني كنت أرفضه لأسباب ماديّة، ولم يكونوا يعلمون أنّني كنت أرفضه لأنّ قلبي لم يكن يقبل بترك دمشق ولا الجمعيّة ولا من أحبّ فيها..".

ومرة كتب منشوراً تحدث فيه عن الأسباب التي لا تدفع الدولة للاستفادة من خبراته وخدماته الرفيعة، حيث أشار إلى حادثة قديمة من أيام حافظ الأسد، وبالتحديد في العام 1997، عندما كان في الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، حيث عرض عليه وزير السياحة آنذاك دنحو داوود أن يوقع معه عقداً استشارياً، بعد سلسلة خدمات قدمها للوزارة، إلا أنه رفض أن يتقاضى أي مبلغ مالي مقابل ما قدمه لوزارة السياحة من خدمات. ويعلّق على هذه الحادثة بالقول: "لم تطفّشني الدّولة ولا الحكومة، بل طفّشني إنسانٌ غيران مع أنّه موهوب جدّاً ولم يكن لديه ما يخشى منه".

تجدر الإشارة، إلى أن الوزير سالم خرج من وزارة الاتصالات بفضيحة مدوية، وهو الخبير العالمي في مجال الاتصالات الذي استدعاه بشار الأسد من شركة مايكروسوفت في أمريكا، لكي يؤسس معه الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، ثم عينه مستشاراً له، لكن سرعان ما تم اتهامه بالفساد عندما تولى وزارة الاتصالات، جراء عقد مع شركة "بوكو" الصينية، وقام النظام بالحجز على أمواله المنقولة وغير المنقولة، بالإضافة إلى مدير عام مؤسسة الاتصالات آنذاك هيثم شدياق.

وعلى الرغم من صدور قرار ببرائته من قضية الفساد في العام 2008، إلا أن الوزير سالم لا يزال يعاني حتى اليوم، جراء السمعة السيئة التي لحقت به ولم يعد أحد يقبل بتشغيله مرة ثانية.

ترك تعليق

التعليق